Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

آخر موضوعاتنا

latest

اعلان

التوافق الفكري بين الزوجين..ما مدى أهميته لنجاح الحياة الزوجية

تُبنى كثيرٌ من بيوت المسلمين في زماننا هذا - وللأسف الشديد - على أساس لون البشرة وحجم الجسد وامتلاء الجيب بالمال ومكان ومساحة المسكن...



تُبنى كثيرٌ من بيوت المسلمين في زماننا هذا - وللأسف الشديد - على أساس لون البشرة وحجم الجسد وامتلاء الجيب بالمال ومكان ومساحة المسكن وما إلى ذلك من أشياء تتعلق بالمظاهر الشكلية السطحية التي لا تجلب وحدها السعادة والراحة، ولا تدل على دوام استقرار الأسرة وجعلها مترابطة متحابة متوافقة في جوانب عدة..
فرغم أهمية المال والجمال ودورهما في تحقيق جانب من المتعة والأمان إلا أن التوافق الفكري والتقارب في المستوى التعليمي والثقافي يعد ركنًا مهمًا وركيزة أساسية لا غنى عنها في الحياة الزوجية لتظل ثابتة وقوية البناء لا تزعزعها أو تهزها أي ريح حتى وإن كانت عاتية..
فكما هو معروف أن المال والجمال غير ثابتين وفي حالة تأرجح مستمر ويمكن فقدهما بسهولة لسبب أو لآخر، ولا يحققان وحدهما راحة البال واطمئنان النفس ومشاركة في الاهتمامات والميول وإقامة حوار جيد راقٍ بين الطرفين داخل عش الزوجية..
أما التوافق الفكري بين الزوجين فيخلق حالة من الانسجام والتناغم بينهما ويجنبهما الوقوع في المشكلات والخلافات التي من شأنها إرباك وتهديد سلامة حياتهما الزوجية..
وإن دب بينهما خلاف لأي سبب يمكنهما تجاوزه بسهولة وبسرعة لما يتمتعان به من حكمة ورجاحة عقل وقدرة على احتواء أي خلاف ووأده قبل تفاقمه..
كما يؤثر التوافق الفكري بين الزوجين إيجابًا على تربية الأبناء ونشأتهم نشأة سليمة تجعل منهم أفرادًا أسوياءً متفوقين دراسيًا وصالحين في مجتمعهم وناجحين في علاقاتهم بالآخرين..
فما أروع أن يكون هناك نقاش وحوار مستمر بين الزوجين في شتى الأمور الخاصة والعامة ليشعرا بأنهما صديقين وزوجين في نفس الوقت.. فيحدث الاكتفاء والاستغناء الذي يجعل كل منهما يزداد حبًا وارتباطًا بالآخر ولا يود الانفصال عنه أبدًا، كما  يقيهما  شر الوقوع في  أسر علاقات أخرى غير شرعية بحثًا عن الانسجام الفكري المفقود، فيبدأ التنافر وتشتعل المشكلات التي تؤدي إلى الانفصال التام ومن ثم انهيار الأسرة في أحايين كثيرة..
ولذلك ينبغي أن يحرص كل المقبلين على الزواج على  تحقيق شرط التكافؤ الفكري والتعليمي حتى لا يكون هناك فجوة عميقة وتفاوت بينهما بعد الزواج، مما يؤدي إلى إحساس أحدهما بالتفوق والآخر بالنقص والضآلة، فضلًا عن تعثر وسائل التفاهم والانسجام بينهما، وهذا يتسبب في إثارة المشاكل وزعزعة استقرار الكيان الأسري، فمشكلة بسيطة ربما تكفي لتأجيج واشتعال نار الصراع بينهما، ويكون الأكثر استثارة وحنقًا هو الطرف صاحب المستوى التعليمي والثقافي المنخفض، لأنه يكون أكثر حساسية تجاه الآخر..
فالزواج يعتبر مرحلة الدخول إلى الواقع وممارسة الحياة التي يلتصق فيها كل واحد بالآخر لا جسديًا فقط، وإنما روحيًا وفكريًا وثقافيًا أيضًا ، فهي حياة تتطلب احتكاكًا دائمًا واندماجًا كليًا يؤثر في مزاج كل منهما وفي حاجاته وعلاقاته، ولذلك ينبغي عليهما أن يدرسا كل ذلك مسبقًا حتى لا يشكل أحدهما مشكلة للآخر ولكي لا يظلم أو يضطهد أحدهما الآخر، وحتى تتكامل قضاياهما الشخصية والاجتماعية مع بعضهما البعض في ظل خطة تحفظ للحياة الزوجية سلامتها واستقرارها، وتحفظ لكل منهما سلامته وتوازنه المعنوي والنفسي بحيث يجد كل منهما في الزواج فرصة التعبير الكامل والحر عن الذات.
المصدر: رسالة المراة 

ليست هناك تعليقات