تعد المهارات الاجتماعية ضرورية في الحياة، ويقع على عاتق الوالدين مسؤولية تعليم أطفالهم كيفية التواصل وصقل هذه المهارات باستمرار مع تقدمهم ...
تعد المهارات الاجتماعية ضرورية في الحياة، ويقع على عاتق الوالدين مسؤولية تعليم أطفالهم كيفية التواصل وصقل هذه المهارات باستمرار مع تقدمهم في العمر.
وحسب موقع "باور أوف بوزيتفتي" (Power Of Positivity) الأميركي، فإن من الصعب التمكن من جميع مهارات التواصل الاجتماعي، ولكن إذا كان طفلك ضحية للتنمر، فعليه أن يعرف كيفية التعامل مع هذه المواقف المعقدة، ومتى يجب عليه أن يدافع عن نفسه. في المقابل، يجب على طفلك أن يعرف أيضا كيفية التزام الصمت عندما يوجهه معلمه.
وأظهرت دراسة أجريت في جامعة ولاية بنسلفانيا أن الأطفال الذين يتمتعون بمهارات اجتماعية ممتازة في سن الخامسة تكون حظوظهم أوفر للالتحاق بالجامعة والحصول على وظائف مهمة في منتصف عشرينياتهم. في المقابل، يواجه غالبا الأطفال الذين لا يتمتعون بالذكاء الاجتماعي مشكلات تتعلق بتعاطي المخدرات وغيرها.
ولا يجب الاستهانة بهذه المهارات لأن غيابها لدى طفلك، أو مقاومته في اتباعها، قد يكون مؤشرا على تأخر عقلي أو سلوكي يستلزم العلاج الطبي وتعديل السلوك من قبل المتخصصين. وعلى سبيل المثال، فإن مهارات مثل التواصل البصري واتباع التعليمات يرفض أطفال التوحد والمصابون بفرط الحركة الالتزام بها.
1. اتباع التعليمات
ذكر الموقع أن اتباع التعليمات من بين المهارات التي يجب أن يتعلمها الطفل منذ نعومة أظافره، فإذا لم يطور الأطفال هذه المهارة بحلول الوقت الذي يصلون فيه إلى سن المدرسة، فقد تكون العواقب وخيمة.
يجب أن يكون طفلك قادرًا على اتباع تعليمات بسيطة، مثل ترتيب سريره، ولذلك يحتاج الوالدان إلى تعلم الطريقة الصحيحة لإعطاء التوجيهات. وأوضح الموقع أن إعطاء طفلك قائمة طويلة بالمهام التي عليه فعلها سيربكه، لذلك من الأفضل أن تطلب منه القيام بأمر ما وتعطيه حيزا من الوقت لينهيه، ثم تطلب منه المهمة التالية.
ومن النصائح الأخرى عدم سؤاله بشأن إذا كان يريد القيام بأمر ما، لأن ذلك يتيح له رفض طلبك. لا تستخدم عبارات مثل "هلا تركت حذاءك بعيدا؟" أبدا، وقل بدل ذلك "ضع حذاءك بعيدا، من فضلك". بهذه الطريقة تحولت من السؤال إلى التوقع، بشكل لا يترك مجالا للتفاوض، وبمجرد إصدار الأمر اطلب منه إعادة ما قيل له.
2. المشاركة
لا شيء أسوأ من طفل أناني وبخيل. للأسف، يحافظ الأطفال الأنانيون غالبا على هذه الصفة عندما يبلغون. في المقابل، إذا تعلم الطفل المشاركة يمكن أن يساعده ذلك في تكوين صداقات والحفاظ عليها. ولكن لا تكن قاسيا على أطفالك الصغار لأن الأطفال من عمر الثالثة إلى السادسة يكونون أنانيين بطبيعتهم في الغالب.
بحلول الوقت الذي يبلغ فيه طفلك السابعة إلى الثامنة من عمره، يكون أكثر قابلية لتعلم المشاركة. ويجب أن تعلّم ابنك المشاركة حتى لو لم يرد ذلك، كما أن من المهم التأكد من مدح طفلك عند مشاركته أغراضه مع إخوته، ويمكنك مساعدته في بناء احترامه لذاته من خلال الإشارة إلى إنجازاته.
3. الاستماع
إن مقاطعة طفلك لك في كل مرة تخبره بشيء ما يعد أمرا غير مستحب؛ يعني تعليم طفلك مهارات التواصل، وكيف ينبغي عليه أن ينصت ويستوعب ما يُقال له. منذ التحاقهم بالمدرسة، سيعتمد نجاح الطفل على مدى قدرته على الاستماع.
وبين الموقع أن الطريقة الصحيحة التي تمكن الآباء من مساعدة أطفالهم في صقل هذه المهارات هي التوقف وطرح الأسئلة. فعلى سبيل المثال، إذا كنت تقرأ كتابًا لطفلك ذي الأعوام الخمسة، فتوقف واسأله في منتصف ذلك عما تعلمه، وإذا لم يفوت أي شيء فيمكنك مواصلة القراءة.
على الآباء أن يعلموا أطفالهم ألا يقاطعوا الآخرين أبدا عندما يتحدثون، ومن الضروري دائما أن ينتظروا دورهم، لأن ما يجب أن يقولوه لا يقل أهمية عما سيقوله الشخص الآخر.
4. احترام الحدود الشخصية
تشكل الحدود الشخصية واحدة من المهارات الاجتماعية الأساسية. يميل بعض الأطفال بطبيعتهم إلى أن يكونوا شديدي التعلق بالآخرين، في حين يكون الآخر أكثر انعزالية. وهذا أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الآباء يخبرون أطفالهم بعدم التحدث أبدًا مع غرباء، خوفا من تجاوز الحدود.
يمكنك تشجيع ابنك على وضع حدود شخصية من خلال إخباره بأن هناك فقاعة خيالية تحيط به لا يسمح لأي أحد بتجاوزها من دون إذن منه. على نحو مماثل، عليه أن يحترم حدود الآخرين أيضا، وينبغي أن يتعلم الأطفال أيضا طرق الأبواب المغلقة وعدم لمس الآخرين.
فتصرفات مثل ضرب أو دفع شخص آخر أو أخذ شيء من يد شخص آخر مزعجة بالفعل؛ لذلك إذا لم يتعلم طفلك هذه الحدود في وقت مبكر سيواجه مشاكل أثناء نموه، لأن المساحة الشخصية شيء مهم جدا، وهذا أمر يتبعنا طوال الحياة.
5. التواصل البصري السليم
إن العيون نافذة على الروح، والنظر مباشرة إلى شخص ما مهارة اجتماعية تندرج ضمن عملية التواصل. سينظر الشخص الخجول إلى الزاوية أو الأرضية عندما يتحدث أو إن وجهت له الكلمة أيضًا.
ونصح الموقع بأن تطلب من طفلك إعادة التركيز على عينيك في كل مرة يشرد فيها، وأن تذكّره بأن من الضروري النظر إلى الأشخاص في أعينهم. وفي الواقع، إن عدم النظر في عينك هي حيلة معروفة يلجأ إليها الطفل عندما يكذب أو يقترف خطأ؛ لذلك يجب تشجيعهم على أن التواصل البصري أمر ضروري.
امتلاك القدرة على التواصل الاجتماعي بشكل مناسب جزء لا يتجزأ من الحياة، ويتطلب الأمر القليل من الإرشاد الإضافي من أحد الوالدين في البداية، ثم سيؤدي النضج دوره أيضًا. إذا لم يستطع طفلك اتباع الإشارات الاجتماعية والتواصل مع أقرانه بشكل سليم، فقد يكون ذلك علامة على وجود بعض المشاكل الطبية، مثل التوحد أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
المصدر: عمون
ليست هناك تعليقات