Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

آخر موضوعاتنا

latest

يا ليتني كنت هاتفا ذكيا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته  قرات قصة ذات يوم عن طفل تمنى ان يكون تليفزيونا فتاثرت بها فاحببت ان اكتبها مرة ثانية بتطوير ... د...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

قرات قصة ذات يوم عن طفل تمنى ان يكون تليفزيونا فتاثرت بها فاحببت ان اكتبها مرة ثانية بتطوير ...
دخلت فصلي هذا اليوم مرهقا , يوم طويل ومنهك من الشرح والدروس , وفي الحصة الاخيرة لي لم يكن لدي استطاعة ولا قدرة للشرح ولا للاجابة على الاسئلة المرهقة , فقد كانت حصة اضافية احل فيها محل زميل لي .
وخشيت من الضوضاء المزعجة التي سيسببها التلاميذ فخطرت على بالي فكرة لتشغلهم .
طلبت منهم اخراج ورقة بيضاء وكتبت لهم على السبورة كلمات قليلة ...
تخيل حياتك لو لم تكن انسانا .. فماذا كنت تحب ان تكون ... واكتب رؤيتك للحياة فيها ..وقلت في نفسي سيشغلهم هذا الموضوع عني طوال فترة الحصة وسيشغلهم عن الضوضاء التي سيتسببون فيها ..
وحدث ما توقعته ان ساد في الفصل صمت رهيب .. وكأن الجميع في اختبار ولكنه ليس ككل اختبار .. ولعلي فوجئت انهم تعاملوا معه كأحد أهم اخبارات الحياة ..
وجلست مسترخيا افكر انا أيضا في السؤال الذي ما فكرت فيه قبل ذلك اليوم ..
وفكرت طويلا ..ماذا ترى يمكنني ان اتخيل حياتي ؟ 
وافاقني من سباتي بعض الورقات التي توالت من التلاميذ 
منها ما اضحكتني .. مثل من تمنى ان يكون حمامة تطير في الافق .. منهم من منى ان يكون حصانا يعدو في الآفاق .. ومنهم ومنهم ..
رغبات تلاميذ يرون الحياة من منظور جميل ..
ولكني مع رسالة الطفل احمد إلي تحمل اجابته على السؤال ... 
توقفت واتسعت عيناي ... وذهب الخمول من جسدي .. وتيقظت لاقصى درجة
كان عنوانها لافتا لي بشدة " اتمنى ان اكون هاتفا ذكيا " 
فاعتدلت في جلستي المسترخية وبدأت القراءة ..
فكانت رسالته ..
اتمنى ان اكون هاتفا ذكيا ..
ظهرت من ابي علامات الفرح الشديد عندما عاد به إلى البيت .. 
ظل ليلته الأولى التي احضره فيها لا يسمع احدا منا 
ولا يتكلم الا عنه وعن مميزاته وامكانياته بينما تبرق عيناه كل فترة وتزاداد ابتسامته رضا به ..
احضر له غلافا انيقا 
اوصى الجميع بعدم ايذائه بل وبعدم الاقتراب منه 
كل يوم وحتى قبل ان يفتح عينه صباحا وقبل ان يطمئن على احد منا يده تمتد إلى هاتفه لتطمئن عليه .
يلقى عليه نظرة مبتسمة ثم يحمله بهدوء ويضعه بهدوء ..
إذا اكل أو شرب أو فعل أي شئ يلازمه في يده .. 
دفء يده كله ياخذه هذا الهاتف بينما لا يصل دفؤها إلي الا قليلا ...
إذا نادى الهاتف عليه باشعار وصل من الفيس أو برسالة من الواتس لبى نداءه سريعا جدا فلا تكاد تمر ثوان حتى يذهب إليه ...
يكلم اصدقاءه ويحكي لهم عنه وعن جماله وامكانياته وهو مبهور بكل جديد يكتشفه فيه ... ودائما ما يفخر به ..
إذا خرج يحرص دائما على ان يصحبه في كل مكان , وإذا نسيه يرجع سريعا وهو منزعج جدا ملهوفا لرؤيته ويسترد انفاسه حينما يراه ويكون كال...." لو لم يجده فلا يهدا الا إذا تم العثور عليه ...
وإذا حدث به عطل " مرض" لا يهدا حتى يعالجه .. يذهب به إلى امهر الخبراء ولا يستخسر فيه مالا حتى يعود لطبيعته فلا يقول عنه بكره يبقا كويس 
وبالامس فقط جاء ابي مسرورا سعيدا جدا ....فقد كانت في يديه علبة مغلقة ومغلفة وعليها زينات 
كان في العلبة هاتفا ذكيا لامي ....
فرايت فرحتها الغامرة به ... وقلت في نفسي 
يا ليتني كنت هاتفا ذكيا ..
وهنا انتهت رسالة الطفل 
ولم اتكلم سوى ان نظرت إليه باشفاق وحزن والم 
ولكن حزني الأكبر على اطفالي فلو اتيحت لهم الفرصة فماذا سيكتبون ؟


ليست هناك تعليقات