إن ظاهرة ضعف الإيمان مما عم وانتشر في المسلمين؛ وهناك من الناس من يشتكي من قسوة قلبه، وتتردد عباراتهم: (أحس بقسوة في قلبي)، (أقع في المعص...
أولًا: مظاهر ضعف الإيمان: إن لمرض ضعف الإيمان أعراضًا ومظاهر متعددة، منها:
1- الوقوع في المعاصي وارتكاب المحرمات:
من العصاة من يرتكب معصية معينة يصر عليها، ومنهم من يرتكب أنواعًا شتى من المعاصي، وكثرة الوقوع في المعصية يؤدي إلى تحولها إلى عادة مألوفة، ثم يزول قبحها في القلب تدريجيًا حتى يقع العاصي في المجاهرة بها ويدخل في حديث: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين... إلخ)[3].
2- ومنها: الشعور بقسوة القلب وخشونته:
حتى يحس الإنسان أن قلبه قد انقلب حجرًا صلدًا لا يترشح منه شيء، ولا يتأثر بشيء، والله جل وعلا يقول: ﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ﴾ [البقرة: 74].
وصاحب القلب القاسي لا تؤثر فيه موعظة الموت ولا رؤية الأموات، وربما حمل الجنازة بنفسه، وواراها بالتراب، لكن سيره بين القبور كسيره بين الأحجار.
3- ومنها: عدم إتقان العبادات:
ومن ذلك شرود الذهن أثناء الصلاة، وتلاوة القرآن والأدعية ونحوها، وعدم التدبر والتفكر في معاني الأذكار.
- ومن مظاهر ضعف الإيمان:
التكاسل عن الطاعات والعبادات، وإضاعتها، وإذا أداها فإنما هي حركات جوفاء لا روح فيها، وقد وصف الله عز وجل المنافقين بقوله: ﴿ وَإذَا قَامُوا إلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى ﴾ [النساء: 142] ويدخل في ذلك عدم الاكتراث لفوات مواسم الخير وأوقات العبادة؛ وهذا يدل على عدم اهتمام الشخص بتحصيل الأجر.
5- ومن المظاهر:
ضيق الصدر، وتغير المزاج، وانحباس الطبع حتى كأن على الإنسان ثقلًا كبيرًا ينوء به فيصبح سريع التضجر والتأفف من أدنى شيء.
- ومن المظاهر أيضًا:
عدم التأثر بآيات القرآن لا بوعده ولا بوعيده، ولا بأمره ولا نهيه، ولا في وصفه للقيامة، فضعيف الإيمان يمل من سماع القرآن، ولا تطيق نفسه مواصلة قراءته فكلما فتح المصحف كاد أن يغلقه.
7- ومنها: الغفلة عن الله عز وجل عن ذكره ودعائه سبحانه وتعالى فيثقل الذكر على الذاكر، وإذا رفع يده للدعاء سرعان ما يقبضهما ويمضي؛ وقد وصف الله المنافقين بقوله: ﴿ إنَّ المُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإذَا قَامُوا إلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إلاَّ قَلِيلًا ﴾ [النساء: 142].
8- ومن مظاهره: الفزع والخوف عند نزول المصيبة أو حدوث مشكلة؛ فتراه مرتعد الفرائص، مختل التوازن، شارد الذهن، شاخص البصر، يحار في أمره عندما يصاب بملمة أو بلية، فتنغلق في عينيه المخارج، وتركبه الهموم؛ فلا يستطيع مواجهة الواقع بجنان ثابت وقلب قوي، وهذا كله بسبب ضعف إيمانه.
9- ومنها: الشح والبخل: فلا شك أن ضعف الإيمان يولد الشح؛ قال: (لا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدًا)[4].
10- ومن مظاهر ضعف الإيمان: التعلق بالدنيا، والشغف بها، والاسترواح إليها، فيتعلق القلب بالدنيا إلى درجة أن يحس بالألم إذا فاته شيء من حظوظها كالمال والجاه والمنصب والمسكن، ويعتبر نفسه سيئ الحظ، ويحس بألم أكثر إذا رأى أخاه المسلم قد نال بعض ما فاته هو من حظوظ الدنيا.
11- عدم الاهتمام بقضايا المسلمين، ولا التفاعل معها لا بدعاء ولا صدقة ولا إعانة؛ فهو بارد الإحساس تجاه ما يصيب إخوانه في بقاع العالم من تسلط العدو والقهر والاضطهاد والكوارث، فيكتفي بسلامة نفسه؛ وهذا نتيجة ضعف الإيمان.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ليست هناك تعليقات