بينما كان الوالد يتصفح إحدى المجلات و مأخوذاً بقراءة أحدِ المقالات ، كان ابنُه الصغير يأتي إليه من وقتٍ لآخرَ حاملاً بيدِه خريطةَ الع...

بينما كان الوالد يتصفح إحدى المجلات و مأخوذاً بقراءة أحدِ المقالات ،
كان ابنُه الصغير يأتي إليه من وقتٍ لآخرَ حاملاً بيدِه خريطةَ العالمِ ،
ليسألَه عن مواقع البلدان ….
فكانَ الوالدُ يطلبُ من ابنه أن يتركه للحظات ، لكي يركّز على
قراءة المقال
حتى النهاية ، لكنْ من دونِ جدوى ! حتى ثار غضب الوالدِ على ابنه …
فأمسكَ بالخارطةِ و مزّقَها !
عندها أخذ الولدُ يصرخُ عالياً و يجهش بالبكاء ، حتى تعثّر على
الوالدِ قراءةُ المقال…
ففكر الوالدُ بمكيدةٍ يُرضي بها الولد ، فقال له :
“إن استطعتَ أن تعيدَ الخريطةَ إلى ما كانت عليه سابقاً سوف
أقول لك و أشرحُ كلَّ البلدانِ التي تسألني عنها “..
ظناً منهُ أنه يستحيلُ عليه إعادةُ تركيبِ الخريطةِ كما كانت
، و هكذا يكون لديه متسعٌ من الوقت الكافي يطالعُ المقالَ بكلّيته .
بعد عدةِ دقائق لا تتجاوزُ بعدَها أصابعَ اليد ، فاجأ الولدُ والدَه و
هُو يحمِل الخريطةَ من جديدٍ قائلاً :
” هيا بابا ، قل لي أين تقعُ هذه البلدان ؟ “
تعجّب الوالد من ابنه و قال له :
“بابا ، قل لي كيف استطعت بهذه السرعة إعادةَ الخريطةِ إلى ما
كانت قبلاً ” ؟!!
أجابَ الولدُ ضاحكاً :
“بابا، على الجهةِ الأخرى من الخريطةِ صورةُ إنسان ، أصلحتُ
الإنسانَ فصَلح العالم “.
ليست هناك تعليقات