زوجي غير متعاون .. كثير ما نسمع هذه الشكوى من الزوجات ، فهل فعلاً كل الأزواج في هذه الآونة غير متعاونين مع زوجاتهم ؟! وإذا كانوا كذل...
زوجي غير متعاون ..
كثير
ما نسمع هذه الشكوى من الزوجات ، فهل فعلاً كل الأزواج في هذه الآونة غير متعاونين
مع زوجاتهم ؟! وإذا كانوا كذلك فما السبب ؟!
قبل
الحديث عن هذا الموضوع لابد أولاً أن نقرر حقيقة ، وهي : أن الرجال لم يخلقوا
للمكث في البيوت وللأعمال المنزلية ، وكثير من الرجال لا يرغبون في تلك الأعمال
ولا يحبونها ، بعكس المرأة التي تحب هذا الأمر غالباً .. وهو الأساس الذي تؤجر
عليه إن هي قامت به على أتم وجه .
فيجب
أن تعلم المرأة أن مساعدة زوجها إياها ليست فرضاً عليه وإنما فضلاً ، إن فعلها فقد
أثيب طالما أنه لم يكلفها من الأعباء ما هو فوق طاقتها ، وإن لم يفعلها فهذا لا
يعني أنه قصّر في حقها ، ولكن إن فعل ذلك وساعدها فهذا أمر يوافق سنة النبي صلى
الله عليه وسلم .
فقد
كان علية الصلاة و السلام في مهنة أهله ، كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله
عنها ، وكان أيضاً يخيط ثوبه ويخصف نعله ، ويحلب شاته ويخدم نفسه . مختصر الشمائل
( ص 180 ) .
فقد
كان علية الصلاة والسلام نعم الزوج وخير الناس لأهله ، لكن من الصعب أن يصبح
الرجال جميعاً مثله علية الصلاة والسلام في هذا الأمر ، ولا في غيره من الأمور ،
وإن كان ثمة ما يمنع الأزواج من مساعدة زوجاتهم ، فإنما هو كثرة الأعباء الخارجية
الموكلة للرجال ، فكثير من الرجال يعمل ليل نهار حتى يكفي حاجات بيته في هذا العصر
الذي لا يرحم الضعفاء ، ولا يؤتي أحد حق الفقراء إلا من رحم ربي وقليل ماهم .. فلا
نظن أن رجلاً بعد أن يعود من عمله ليستريح قليلاً ثم يذهب إلى عمل آخر ، لا نظن أن
مثل هذا الزوج يستطيع أن يساعد أهله في شؤون المنزل إلا قليلاً .
· ولكن : متى يجب على الزوج مساعدة زوجته ؟!
يساعد
الزوج زوجته عند تعبها أو ضعفها أو كثرة الأعمال عليها بحيث لا تستطيع أن تقوم
وحدها بهذا الأمر ، خاصة عند كثرة الأولاد وكثرة حاجات البيت ، فعلى الزوج عندئذ
أن يساعد زوجته ، أو لايطلب منها إنجاز ما فوق طاقتها ثم يلومها بعد ذلك إن قصرت
في خدمته ، فلأصل عدم تكلفة المرأة مالا تطيق ، فإن كلفها مالا تطيق فلابد أن
يعاونها ..
ولكن
على الزوجة ألا تجعل من هذا الأمر – أي عدم معاونة الزوج إياها في أعمال المنزل -
مشكلة وتختلف معه أو تنغص عليه حياته ، وعليها أن تستعين بالله سبحانه وتعالى ،
فإنه خير معين ونعم المجيب ، فهذه ابنة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فاطمة رضي
الله عنها تذهب إلى أبيها بعد أن تعبت من جر الرحى والطحن والعجن حتى تعجرت يدها ،
تذهب لتطلب خادماً منه صلى الله عليه وسلم ، فيقول لها : ( لا والله لا أعطيك
وأترك أهل الصفة تضوي بطونهم ) ثم يذهب إليها في بيت زوجها علي رضي الله عنه ،
فيأمرها بأن تسبح الله ثلاثاً وثلاثين ، وتحمده ثلاثاً وثلاثين ، وتكبره ثلاثاً
وثلاثين ، فهو خير لهما من خادم . صحيح الترغيب برقم ( 604 ) .
وتقول
فاطمة رضي الله عنها بعد ذلك ، أنها فعلت ذلك فأعينت ، نعم إن معونة الله سبحانه
وتعالى تأتي لمن استعان به ، قال تعالى{ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } .
ليست هناك تعليقات