كل جدة تجد سعادتها الكبرى في التواصل مع أحفادها وتشعر بأن أحفادها هم فرحة قلبها في ربيع العمر، وهي لا تتحمل أن تحرم منهم لأنها ترى فيهم...
كل جدة تجد سعادتها الكبرى في التواصل مع أحفادها وتشعر بأن أحفادها هم فرحة قلبها في ربيع العمر، وهي لا تتحمل أن تحرم منهم لأنها ترى فيهم المستقبل وتتمنى لو أحاطتهم بعنايتها وعطائها طوال الوقت، وتنقل لهم خبراتها.
قد تؤدي بعض الظروف والتصرفات أو التطورات في الحياة إلى حرمانك من أحفادك، فلا تجعلي الحزن يسيطر عليكِ، وتعاملي مع الوضع بطريقة سليمة.
أولاً: سامحي واغفري لأبنائك لو كانوا هم السبب في حرمانك من أحفادك، ولو كان أحفادك كبار السن فلابد أن تغفري لهم انشغالهم عنك وحاولي أن تثقي في أن هناك أمرًا جللًا هو الذي تسبب في هذا البعد.
ثانيًا: الجأي إلى الكتابة لأن هذه الوسيلة ستسمح لك بالتعبير عن كل ما تشعرين به من ألم وحسرة للحرمان من أحفادك، كما أنك يمكنك أن تصلي بهذه الكتابة إليهم في يوم من الأيام لكي يدركوا كم الحزن والألم الذي عانيته بسبب هذا الحرمان، وفي كل الأحوال ستكون الكتابة وسيلة جيدة للتعبير عن عواطفك المكبوتة.
ثالثًا: أحيطيهم بدعائك.. قد لا يمكننا التواصل بشكل مباشر مع أحبتنا، ولكننا بكل تأكيد لا تعجز عن إحاطتهم بالدعوات الصادقة الطيبة، كلما اشتد حنينك لأحفادك أرسلي لهم فيضًا من الدعوات، وأعيذيهم بالله تعالى من الشيطان الرجيم.
رابعًا: ابحثي عما يشغلك لأنك في حاجة إلى ما يصرف تفكيرك عن مسألة الحرمان من أحفادك، ولذلك ابحثي عن اهتمامات جديدة أو انخرطي في نشاطات اجتماعية جديدة، المهم أن تثقي أنك يمكن أن تعيشي حياة سعيدة مهما كانت درجة تعلقك بأحفادك قد بلغت حدًا كبيرًا.
خامسًا: فكري في التواصل معهم بطرق جديدة، فالجيل الحالي من الأطفال والمراهقين يعتمدون في تواصلهم بشكل كبير على وسائل الاتصال الحديثة مثل رسائل الجوّال، ومواقع التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني على شبكة الإنترنت.. ليس صعبًا على الإطلاق أن تتعلمي استخدام هذه الوسائل، ستسعدين جدًا عندما تتواصلين معهم عبرها، وسيسرون أن بإمكان جدتهم الحبيبة أن تصل إلى عالمهم الافتراضي في هذا الفضاء الواسع.. وستكتشفين أن هذا التواصل فتح لك أبوابًا أخرى للنفع والترفيه.
سادسًا: واصلي فعل الخيرات وأكثري من الطاعات والقرب من الله تعالى، لأنه وحده هو الذي يمنح القلب الصبر والتسليم، ومهما كان تعلقك بأحفادك فإن تعلقك بأبنائك كان في يوم من الأيام أكبر بكل تأكيد لكن الحياة استمرت بعد استقلالهم عنك، وبالتالي فإنك يجب أن تنظري إلى الأمام وتمضي قدمًا في حياتك.
سابعًا: إذا وجدتي أن الحنين في قلبك لا يتوقف وأنك تحتاجين إلى أطفال في حياتك فلا تنسي أن المجتمع مليء بالأطفال الذين حرموا من حنان الأبوين وهم في أمس الحاجة إلى طاقة المشاعر والعطاء التي ربما يكون أحفادك قد زهدوا فيها.
رسالة المراة
ليست هناك تعليقات