Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

آخر موضوعاتنا

latest

خدعوكِ فقالوا: زوجك مثل طفلك الصغير!

من المرجح أنك التقيتِ مرة أو أكثر بهذه النصيحة الشائعة: "ما الرجل إلا طفل كبير.. عاملي زوجك كالطفل تماما لتكسبي قلبه".. بعض ...


من المرجح أنك التقيتِ مرة أو أكثر بهذه النصيحة الشائعة: "ما الرجل إلا طفل كبير.. عاملي زوجك كالطفل تماما لتكسبي قلبه".. بعض الزوجات تأخذ فعلا بهذه النصيحة التي تعتبرها السر السحري الذي سيلون حياتها بألوان الطيف، ويجعلها ممسكة بتلابيب قلب زوجها، ولكن المسكينة تفاجيء أن حياتها دخلت في ركن رمادي داكن يزداد سوادًا بسرعة، وأن زوجها يصدر ردود أفعال تدور بين السخرية والملل والنفور مع المضي في حماقات قديمة واستحداث أخرى.. ولكنها لا تشك في صحة وجدوى النصيحة، وإنما تشك في مهارتها في تطبيقها، فتزداد اهتماما به وتدليلا ومبالغة وإحاطة فيزداد هو اختناقا!
فهل الرجل كالطفل الصغير ؟.. أو بالأحرى.. هل معاملة الزوج كالطفل من الحكمة التي توصل للسعادة؟.. دعينا نتأمل الأمر بهدوء لتحكمي بنفسك في النهاية.
أولًا: الرجل يحب الشعور بالمسؤولية
طبائع الأمور، وفطرة الله التي فطر الناس عليها، الهرمونات التي تسيطر على أجسامنا ومزاجنا، شهادات الرجال.. كلها تؤكد أن الرجل يجد ذاته، ويشعر بأهميته، عندما يتولى مسؤوليات كبرى، والحقائق تقول أنه بالفعل جديرا بتحمل المسؤولية.. ولكن بعض الزوجات تقمن بأمر في غاية الغرابة، فتبادر إلى تولي عشرات الأمور، تقضي حوائج المنزل الخارجية، تحمل الأمتعة، تقابل عمال الصيانة وتكفي زوجها كل هذه الأمور التي كان من المفترض أن يتحملها كلّها أو جلّها.. وتظن بهذا أنها تريحه وتفرحه ليشعر بقيمتها، ولكن النتيجة أنه يعتاد على هذا منها، ومع الوقت يعتبر أن قيامها بهذا من أصيل واجباتها، وتشعر هي بالتعاسة، فهو نائم وهي تشرف على من يصلح البوتاجاز، وتدفع الأجرة للسباك، وتنقل أوراق أولادها من المدارس، وتحملهم إلى تدريباتهم الرياضية، تحل مشكلاتهم، وترفع صوتها وتهدد البائع الذي لا يريد إرجاع البضاعة غير المناسبة.. وزوجها "الطفل المزعوم" نائم أو مع أصدقائه أو صامت يتفرج..
والأهم أنه هو الآخر تعس، فقديما كان يتمنى زوجة كالأميرات، يدللها ويُريحها ويصونها، وتكافئه هي بابتسامة حب، بكلمة شكر وامتنان، بإشعاره بتقديرها له وأنه "بطلها".. ولكنه تزوج من امرأة مع الأسف عاملته كطفل، فتعبت وأحبطته.
ثانيًا: الرجل لا يحب المبالغة والاهتمام الزائد
شعر بالسعادة وهي تطعمه في فمه، وهي تلبسه جواربه، وهي تختار لون قميصه، وهي توصيه بألا يتناول الصودا كثيرا، وهي تؤكد عليه أن ينتبه لقيادته، كل هذه الأمور كانت جميلة في البداية.. كان يراها كتعبير عن الحب والوله، ولكنه بدأ يشعر أنه مسجون، وبدأت هذه الأمور تأخذ ترجمة مختلفة تماما لديه، فأصبح وكأن زوجته تقول له:
أنا لا أثق في قدرتك على القيام بالأشياء بالطريقة الصحيحة..
أنا أفضل منك.
أنت ملكي.. وأحافظ عليك مثلما أحافظ على ممتلكاتي..
فيبدأ في رفض هذه الأمور بطرق مختلفة، لعل أشهرها أن يبحث عن أخرى تسومه بعض الإهمال، ويشعر معها أنه حر، ويستمتع بإحساس أن يهتم هو بها.
ومن طرق الرفض الشهيرة أيضًا لهذا السلوك أن يبدأ الرجل في اصطياد أخطاء المرأة، وألا يعجبه منها شيء.. وكأنها وضعت نفسها في تحدي معه، أنها تتحكم في حياته، فيصر على إشعارها بالنقص.
والحقيقة أن تدليل الرجل يختلف كثيرا عن تدليل الطفل، وأن المبالغة لا تأتي بخير، وأن الأمور إذا تكررت فقدت رونقها.. فهذا الاهتمام الزائد لو كان بين الحين والآخر لاحتفظ بمعناه وغايته..
والحقيقة أن الإنسان عمومًا يحب الحرية!
ثالثًا: الرجل يقاوم التغيير ويرفض أن تربيه
لعل هذه هي النقطة الأخطر في نصيحة "الرجل الطفل"، فعندما تتعاملين مع زوجك كطفل كبير يتوجه تفكيرك تلقائيا إلى تقويم هذا الطفل، وتطويره وتغيير عيوبه وعاداته السيئة، وبغريزة الأمومة ومهاراتها، تبدئين فيما يمكننا تسميته "تربية زوجك".. فما دام طفلا كبيرا، وما دام هذا هو الطريق لكسب قلبه، فلا بأس بكثير من النصائح، وكثير من التعليقات والتعديلات على سلوكه وأفكاره، وبعض اللوم، مع بعض التشجيع والمدح.. ولا يتبقى إلا "حدوتة قبل النوم"!!
فما يكون من الزوج إلا أن يشعر ابتداءًا بالتحدي، فيصر على السلوك الذي تسعى زوجته لتعديله "لأنه شعر بالرفض".. ومقاومة التغيير بعناد.
رابعا: الرجل يرفض المراقبة
بينما تتطلب الأمومة أن تراقب الأم أطفالها، وتقل المراقبة تدريجيا مع السن والنضج والثقة، فإن الزوج يرفض بشكل قطعي أن يكون تحت المراقبة، ويعتبر هذا الأمر تسلطا واتهاما.
وبينما مراقبة الأطفال بذكاء أمر محمود تؤجر عليه الأم، فإن مراقبة الزوج حماقة تدخل في تتبع عورة مسلم.
وبينما مراقبة الطفل تحميه من أخطار، فإن مراقبة الزوج زجا بالعلاقة الزوجية كلها في أخطار القلق والتوجس والغضب المتبادل بين الطرفين، وتعقيدا لأبسط المواقف والتصرفات.
خامسا: الزواج مشاركة وتكامل
قد يصدم الكثيرات أن يعرفن بأن الرجل الطبيعي لا يحب المرأة التي تتمحور حوله، أو تلك التي تذوب فيه.. قليلة المواهب والاهتمامات.. وأنه على العكس يعجب بتلك التي لها عالمها، وتحقق نجاحات في حياتها، بمن لها آراءها، وتحرص على تطوير نفسها، بتلك التي لها كرامة واحترام دون حساسية زائدة، بمن يشعر بقوتها التي لا تتنفى مع أنوثتها.. لمن تكمله وتشاركه لا من تؤدبه وتنتقده.
أن يحتاج كلٌ من الرجل والمرأة للتدليل والتلطف والسياسة الذكية في التعامل، وأن يتخففا سويّا من التكلف ويتعاملان بتلقائية ومرح، فهذا لا يعني أن أيًّا منهما ينقصه النضج الكافي.
وبعد هذا النقاش الموجز، ما رأيك.. هل يجدر بالمرأة أن تعامل زوجها كطفل كبير؟
المصدر: رسالة المراة 

ليست هناك تعليقات