نهاد الكيلاني. "الإنسان أسير عاداته" حقيقة تعبر عن مدي قوة تأثير العادات علي الانسان ، ومدي تحكمها به. وخطور...
نهاد الكيلاني.
"الإنسان أسير عاداته" حقيقة تعبر عن مدي قوة تأثير العادات علي الانسان ، ومدي تحكمها به.
وخطورة ذلك أنه إذا كانت هذه العادات سيئة ؛ فإنها تضر وتؤثر علي نجاح الإنسان وتقدمه وتحقيقه لأهدافه ؛ ولذلك كان من الضروري أن يسعي كل منا للتخلص من عاداته السيئة ، وخاصة تلك التي تعيقه عن تحقيق أحلامه في الحياة.
ويبقي السؤال : كيف نغير العادات السيئة ؟
يقول الدكتور "جاسم المطوع" الداعية الإسلامي بالكويت .. يقول:
"ناقش القرآن الكريم هذه المسألة ، ولفت النظر إلي أن كل إنسان يتحمل مسؤولية فعله ، وكذلك تعرض علماؤنا وخصوصا المهتمون بالسلوك بهذا الجانب ، وشرح ابن القيم قضية قطع الخواطر السلبية، وإستبدالها بخواطر إيجابية ؛ لأن أصل العادة خاطرة ، ثم تطورت إلي همّ ، ثم عمل ، ثم يكرر هذا العمل حتي أصبح عادة ، وناقش الغزالي كذلك هذه المسألة في الإحياء ، وأفاضوا في شرحها، ولكن مالفت نظري البرنامج الذي وضعه "أنتوني روبنز" في تغيير العادات السيئة في كتابه : "أيقظ قواك الخفية" وأحببت أن ألخص ماكتبه في ثلاثين صفحة من كتابه بهذه الخطوات :
1- قرر ما تريد تغييره بالضبط : وهذه أول مرحلة من مراحل التغيير أن يحدد الإنسان مايريد تغييره ، ويحدد عادة واحدة فقط ؛ فيتخذ قرارا بتغييرها.
2- اربط الألم بعدم التغيير ، واربط المتعة بالتغير : وهذا مما يساعد علي التغيير بأن تربط الألم بعدم التغيير ، كما لو نصحك طبيب مثلا بعدم أكل الحلويات من أجل زوال المرض الذي تعاني منه ، فإن قرارك هذا بعدم الأكل عندما تربطه بألم المرض ؛ فإنه يساعدك علي الالتزام به ، وعندما تتخيل نفسك بعد زوال المرض ، ومتعتك بذلك فهذا يساعدك في تغيير تلك العادة.
3- استخدم كل قدراتك : عند اتخاذ قرار التغيير استخدم كل قدراتك من أجل إنجاح هذا القرار ، وضرب مثالا بالذبابة التي تريد أن تخرج من الشباك وهو مغلق ؛ فتطير ثم تضرب بالزجاج ، وتطير مرة أخري وتضرب بزجاج الشباك وهكذا تكرر محاولاتها ، ولو غيرت مسارها لخرجت من الباب أو الشباك الآخر ، وهكذا بعض الناس في عملية التغيير ، يريدون تغيير أنفسهم باتباع طريقة واحدة ، ولايستخدمون كل قدراتهم ، ويقولون : لا فائدة من التغيير .
4- ابتكر بديلا جديدا يمنحك القوة : وضرب مثلا بمن يريد أن يقلع عن التدخين ؛ فليحل محله الرياضة حتي يحافظ علي الشعور بالمتعة .
5- كرر النمط الجديد ليصبح عادة : ومن ثم يكرر الإنسان النمط الجديد له ، حتي يصبح عادة ؛ فتحل العادة الحسنة محل العادة السيئة ، وكافيء نفسك عند كل انتصار ، وضرب مثلا باللاعب المشهور في كرة السلة بمدينة بوسطن .."لاري بيرد" والذي كان يصيب في كل رمية ، فأرادت إحدي الشركات أن تسجله في لقطة إعلانية وهو يرمي الكرة ، ولايصيب الهدف بها ، وظل يتدرب مرارا حتي يتعلم الخطأ ، لأنه تعود علي إصابة الهدف حتي تبرمج علي ذلك .
6- اختبر ما أنجزت : وآخر شيء اختبر نفسك فيما أنجزت ، وأوجد لك بيئة تغيير ، وأعتقد أن هذه قضية مهمة جدا لأن الإنسان يتأثر بمن حوله ، وهذا تأكيدا لما ذكره نص الحديث المشهور الذي روي قصة الرجل الذي قتل 99 نفسا ، وعندما سأل عابدا هل لي من توبة ، فقال له العابد لا ،فقتله وأكمل المائة؛ ثم ذهب يسأل عالما هل لي من توبة ، فقال له نعم ؛ إلا أن هذا العالم نصحه بأن يغير المكان ويذهب لأرض بها أناس يعبدون الله بعيدا عن أإرض السوء التي كان يعيش بها.
المصدر: مجلة الزهور
ليست هناك تعليقات