Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

آخر موضوعاتنا

latest

فضل شهر شعبان والتنبيه على بدع ليلة النصف

فضل شهر شعبان والتنبيه على بدع ليلة النصف     يدور الزمان دورته وتأتينا شهور الخير والبركة والطاعة والإقبال على الله عز وجل , ومن...

فضل شهر شعبان والتنبيه على بدع ليلة النصف
 
  يدور الزمان دورته وتأتينا شهور الخير والبركة والطاعة والإقبال على الله عز وجل ,
ومن نعم الله علينا أن هدانا إلى الإسلام ,ومن نعمه أيضا أن أهدى إلينا شهور الطاعة المباركات ,
فمن طبيعة الإنسان الملل والفتور والزيادة والنقصان في الأعمال الصالحة والإيمان ,
فوهبنا الله أياما ومناسبات تخرجنا من فتورنا الإيماني وتعطينا
الدفعة الإيمانية الجديدة كي نواصل أعمالنا الصالحة مرة أخرى
ومن هذه المناسبات شهر شبعان الذي نهيء فيه أنفسنا لاستقبال شهر رمضان ,ونغتنمه كفرصة عظيمة ترفع فيه أعمالنا إلى الله عز وجل.
امتدح الله تعالى في كتابه شهر رمضان بقوله : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرْآَنُ } .. وبيَّن أنَّ فيه ليلة القدر وهي خير من ألف شهر ، فاهتمَّ المسلمون بهذا الشهر العظيم واجتهدوا فيه بالعبادة من صلاة ، وصيام ، وصدقات ، وعمرة إلى بيت الله الحرام وغير ذلك من أعمال البر والصلاح .. ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم انتباه الناس إلى شهر رجب في الجاهلية ، وتعظيمه وتفضيله على بقية أشهر السنة ورأى المسلمين حريصين على تعظيم شهر القرآن أراد أن يبين لهم فضيلة بقية الأشهر والأيام ..

فضل شهر شعبان
ولشهر شعبان فضل عظيم وفرصة كبيرة من اغتنمها فقد فاز برضى الله عز وجل واستعد لرمضان وهو صافي النفس مقبل على الطاعة مستزيد منها بحب لله وإخلاص وصدق نية .
ولما لا وهو شهر ترفع فيه أعمال العباد إلى الله سبحانه وتعالى .
فالنحرص أن ترفع أعمالنا وهي صالحة بعيدة عن الحقد والحسد والسخط كي نستقبل رمضان بنفوس طاهرة راضية مطمئنة .

قال ابن القيم رحمه الله : عمل العام يرفع في شعبان ؛ كما أخبر به الصادق المصدوق .
والعمل الصالح يكون بقراءة القرآن الكريم , والذكر , والمحافظة على اداء صلاة النوافل , الصدقات , الإصلاح بين الناس , الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر,والصيام



ومن الحكم في الإكثار من صيام شعبان:
ما تضمنه حديث أسامة بن زيد قلت يا رسول الله: لم أرك تصوم شهر من الشهور ما تصوم من شعبان !؟
فبين له صلى الله عليه وسلم سبب ذلك فقال له: ذاك شهريغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأناصائم )).
وسؤال أسامة رضي الله عنه يدل على مدى اهتمام الصحابة الكرام وتمسكهم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ..

وهذا الحديث تضمن معنيين مهمين:
أحدهما: أنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان.
وثانيهما: أن الأعمال ترفع وتعرض على رب العالمين.
وفي قوله: ((يغفل الناس عنه، بين رجب ورمضان))
إشارة إلى أن بعض ما يشتهر فضله من الأزمان أو الأماكن أو حتى الأشخاص ,قد يكون غيره أفضل منه ، لا يتفطن لها أكثر الناس، فيشتغلون بالمشهور عندهم عنه، ويفوتون تحصيل فضيلة ما ليس بمشهور عندهم.
ولما كان الناس يشتغلون بغير شعبان عن شعبان ,فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعمره بالطاعة وبالصيام، ويقول لأسامة لما رآه مستفهما عن سبب الإكثار من الصيام في شعبان.
ذاك شهر يغفل الناس فيه عنه بين رجب ورمضان .
وبالفعل كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان إلا قليلاً كما أخبرت عنه عائشة رضي الله عنها في الحديث المتفق على صحته . ولا بدَّ من وجود أمر هام وراء هذا التخصيص من الصيام في مثل هذا الشهر وهذا ما نبَّه عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( إنه شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى )
فإذاً أعمال العباد ترفع في هذا الشهر من كل عام ، وتعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس من كل أسبوع فأحب النبي صلى الله عليه وسلم أن ترفع أعماله إلى ربّ العالمين وهو صائم لأنَّ الصيام من الصبر وهو يقول:{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ }
عن عائشة رضي الله عنها قالت : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان }. رواه البخاري ومسلم.

في هذا الشهر ليلة عظيمة أيضاً هي ليلة النصف من شعبان عظَّم النبي صلى الله عليه وسلم شأنها في قوله : ( يطّلع الله تبارك وتعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلاَّ لمشرك أو مشاحن )..صححه الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة
هذا الحديث مع كون الله يطلع على عباده لا يدل على أن هذه الليلة ولا هذا اليوم -أعني ليلة النصف من شعبان-
ليس فيه عبادة مستقلة إلا على من كان على عبادة وعلى طاعة محددة فليمض فيها؛
فمن كان يصوم الأيام البيض على سبيل المثال فليصم يوم النصف من شعبان،
ومن كان يقوم الليالي في طيلة أيام السنة فليقم هذه الليلة، لكن لا يجوز لإنسان أن يضيف شيئاً من العبادات في ليلة النصف من شعبان،
ولا أن يصوم نهار النصف من شعبان تعمداً.
فالحاصل هنا: أن هذا الحديث يمكن أن نقف معه وقفات:
منها: التحذير من الإشراك بالله عز وجل- لقوله صلى الله عليه وآله وسلم-«فيغفر لخلقه إلا لمشرك أو مشاحن». والشرك في هذه الأمة خفي كدبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء،
وأخطر شيء في هذه الأمة الرياء أن يصير الإنسان مرائياً في أعماله، يقول -صلى الله عليه وآله وسلم-:
«أخوف ما أخاف على أمتي الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر؟ قال: الرياء»رواه احمد.
فعلى كل واحد منا أن يفتش نفسه، وأن يفتش عباداته، وأن يفتش نياته
وأن يصححها تصحيحاً كاملاً حتى لا يقع في الرياء في أي باب من أبواب العبادات،
وهكذا أيضاً الإشراك بالله -تعالى- بعض الناس يقع في الإشراك بالله -تعالى-
وهو لا يشعر هنالك من يخاف غير الله وهنالك من يذبح لغير الله، وهنالك من ينذر لغير الله
وهنالك ربما من يقدس أشخاصاً أكثر من تقديسهم لله عز وجل-
ويطيعون أفراداً أكثر من طاعتهم لله -تعالى- ولرسوله -صلى الله عليه وآله وسلم-



الوقفة الثانية: الحقد والشحناء وخطورة ذلك؛ فإن الله -تعالى- يغفر لعباده إلا مشرك أو مشاحن
والشحناء بمعنى البغضاء والبغض بين الناس أمر ربما لا يخرج منه إلا قليل منهم
وهذا إذا لم يكن موجوداً في بعض القلوب فهذا يدل على سلامتها وعلى نقاوتها وعلى صحتها،
وإلا فإن كثيراً من الناس يقعون في الشحناء والبغضاء،
والمقصود بالبغضاء هنا التي لا يطلع الله -تعالى- فيها على هذا العبد ولا يغفرها هي أن يكرهه
لأمر من أمور الدنيا، وأما أن تكره هذا الإنسان لدينه ككرهك لليهود والنصارى،
وكرهك للذي يسجد للصنم، وما شاكل ذلك فهذا أمر مطلوب شرعاًً،
لكن لأتفه الأسباب الدنيوية تحدث بين الناس شحناء وبغضاء بين الأب وأبنائه بين الزوج وزوجته
بين الجيران بين الإخوة، وما شاكل ذلك هذا هو الأمر الخطر في هذه الأمة
والتي تجعل الله -تعالى- لا ينظر إلى هذا العبد وإلى هؤلاء الناس التي تقع بينهم الشحناء والبغضاء
فحذار من الشحناء في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عند مسلم أنه -صلى الله عليه وآله وسلم- قال:
«تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الإثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلاَّ رَجُلاً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ،
فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا.. أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا.. أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا»رواه مسلم




بعض البدع والأحاديث الواهية عن ليلة النصف من شعبان ..

* ما ورد في فضل هذه الليلة من الروايات وتخصيصها بعبادة خاصة دون غيرها فقد ضعفها العلماء وقال بعضهم بوضع كثير من تلك الروايات، لذلك فلا نتقرب إلى الله بمثل هذه الأمور، بل بما صح وثبت عن صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم ، ونقله عنه الثقات ورضوا به .



ومن هذه البدع :

* بدعة الصلاة الألفية وهذه من محدثات وبدع ليلة النصف من شعبان وهي مائة ركعة تصلي جماعة يقرأ فيها الإمام في كل ركعة سورة الإخلاص عشر مرات.. وهذه الصلاة لم يأتِ بها خبر وإنما حديثها موضوع مكذوب فلا أصل لهذا فتنبهوا عباد الله من البدع والضلالات ..
* من ذلك أيضاً تخصيص ليلة النصف من شعبان بصلاة ونهارها بصيام لحديث : إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها .. هذا حديث لا أصل له .. هذا حديث لا أصل له ..فتنبهوا عباد الله ..

* من البدع أيضاً صلاة الست ركعات في ليلة النصف من شعبان بنية دفع البلاء ، وطول العمر ، والاستثناء عن الناس ، وقراءة سورة يس والدعاء ..فذلك من البدع والمحدثات المخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم .

قال الإمام الغزالي في الأحياء : وهذه الصلاة مشهورة في كتب المتأخرين من السادة الصوفية التي لم أرَ لها ولا لدعائها مستنداً صحيحاً من السنة إلاَّ أنه من عمل المبتدعة .
وقد قال أصحابنا أنه يُكره الاجتماع على إحياء ليلة من مثل هذه الليالي في المساجد أوفي غيرها .
قال الإمام النووي رحمه الله : صلاة رجب - صلاة الرغائب - وصلاة شعبان بدعتان منكرتان قبيحتان . * قراءة سورة { يس } والدعاء في هذه الليلة بدعاء مخصوص بقولهم (( اللهم يا ذا المن ، ولا يمن عليه ، يا ذا الجلال والإكرام .. )) * اعتقادهم ان ليلة النصف من شعبان هي ليلة القدر ..




* حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان
سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله عن ليلة النصف من شعبان ؟ وهل لها صلاة خاصة ؟
فأجاب : ليلة النصف من شعبان ليس فيها حديث صحيح .. كل الأحاديث الواردة فيها موضوعة وضعيفة لا أصل لها وهي ليلة ليس لها خصوصية ، لا قراءة ولا صلاة خاصة ولا جماعة .. وما قاله بعض العلماء أن لها خصوصية فهو قول ضعيف فلا يجوز أن تخص بشيء .. هذا هو الصواب وبالله التوفيق و تخصيص يوم النصف منه بالصوم ظناً أن له فضيلة على غيره فهو أمر لم يقم عليه دليل صحيح
وعلى هذا يجب عليك عبد الله أن تعبد الله بما شرع لك في كتابه أو جاء مبنياً في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده .. وإياكم عباد الله ومضلات الأمور فإنَّ البدع ضلالات وطامات ولا يستفيد العبد من عملها إلاَّ البعد من الله تبارك وتعالى .. فعمِّرُوا الأوقات بطاعة الله , ولا تغفلوا مع من يغفل , فهي أيام مباركة ترفع فيها .




بقلم / سلوى المغربي
* تم التجميع من خطبة للشيخ خالد الراشد سعيد عبد العظيم
مركز الفتوى

ليست هناك تعليقات