أخطاء الماضي أنا سيدة في الخامسة والعشرين من عمري وقارئة مستديمة ««لبريد الجمعة»» منذ أن كنت طالبة في المرحلة الإعدادية, وقد...
أخطاء الماضي
أنا سيدة في الخامسة والعشرين من عمري وقارئة مستديمة ««لبريد الجمعة»» منذ أن كنت طالبة في المرحلة الإعدادية, وقد تردت قبل كتابة رسالتي هذه لكني أحتاج لمشورتك ونصيحتك لي ولكل البنات ممن يواجهن بنفس التجربة.
تبدأ قصتي منذ أن كنت في السادسة عشرة من عمري, أي في نهاية المرحلة الإعدادية وبداية المرحلة الثانوية فقط, أعطتني زميلة لي في المدرسة رقم تليفون أحد الشباب للاتصال به وإبلاغه رسالة منها لأنها ـ كما قالت لي ـ تخاف من أمها إذا هي اتصلت به من بيتها, في الوقت الذي كانت أمي تعطيني فيه كل الثقة وتتصور أنه لو أخطأ كل بنات الدنيا فإنه لا يمكن أن أخطأ أو أن أخون ثقتها, لأنها ربتني علي المبادئ الدينية وحفظ القرآن والصلاة بانتظام.
وبعد تردد ونتيجة لقلة الخبرة اتصلت بهذا الشاب وتم التعارف بيننا ومن خلال الاتصالات التليفونية بدا لي في منتهي الأخلاق والحب الشديد لي, واتفقنا علي موعد للالتقاء وجها لوجه في طريق عودتي من المدرسة لكي يري كل منها الآخر, وكنت أصطحب معي إحدي صديقاتي عند رؤيته لكي لا يكون معي وحدنا. وقد أسمعني وقتها كل الكلام الحلو الذي تتمناه أية فتاة في مثل سني, وبعد فترة اكتشفت أمي هذه العلاقة فكانت صدمتها هائلة وصدمة أبي الذي كان في قمة التدبن والحب لأسرته الصغيرة. ومنعاني بالطبع من الاتصال بهذا الشاب وأعطتني أمي بكل ما أوتيت من قوة نصائح دينية ودنيوية وقالت إنه حتي لو تزوجك هذا الشاب فلن يثق فيك أبدا, وكيف يثق فيك وأنت تخونين أمك وأباك, وأثر في ذلك كثيرا, وفي أول فرصة استطعت أن أنفرد فيها بالتليفون بعد مرور عدة أشهر قمت بالاتصال به بالرغم من كل الحصار المضروب حولي, فكان في قمة السعادة أن عاودت الاتصال به فأنستني حفاوته كل ما كان من أمي وأبي ونصائحهما لي, عن طريق إحدي زميلاتي في المدرسة اتفقت علي موعد للقائه ثانية بصحبة هذه الصديقة حتي لا تشك أمي في شي. لكن أمي اكتشفت الأمر قبل مقابلته والحمد لله وقامت الدنيا ثانية وتمت مصادرة القليل الباقي من حريتي وانقطع الاتصال بيننا نهائيا إلي أن التحقت بالجامعة وهناك كان المجال أوسع, وقالت لي أمي وقتها إنها تريد أن تسترد ثقتها في والأمان الذي انتزعته من حياتها من يوم أن عرفت هذا الشاب, فهو أقل من مستوانا العلمي والمادي, وكنت عاهدت نفسي ألا أتصل به, لكنه عرف عن طريق صديقتي في الكلية التي التحقت بها وهي إحدي كليات القمة في الوقت الذي التحق فيه بكلية عادية, وتخرج هو في كليته بلا تفوق وجاء إلي كليتي فحدثته بما قالته أمي وأنه لن يثق بي بعدما كان من مراهقتي معه, فأكد لي أنه يثق بي أكثر من ثقته في نفسه وكيف لا يثق بي وهو لم يلمس حتي يدي, وتقدم لخطبتي وحاولت أمي جاهدة منعها وكذلك أبي الذي قال لماذا أقبل به وهو أقل ممن تقدموا لي من جميع النواحي, لكني استطعت التأثير عليهما في النهاية ووافق أبي بعد أن سأل عنه وعرف أنه يصلي في المسجد كل الفروض وأنه متدين, لكن أمي استمرت علي رفضها وتم زواجي منه فلم تمض سوي بضعة أشهر وظهر زوجي ومن أحببته عمري كله علي حقيقته, فهو سريع الغضب ودائم المعايرة بأني أحببته من وراء أهلي, وفي كل مناسبة سعيدة أو تعيسة دائما يقول لي إنه يتمني لو كان قد تزوج امرأة شريفة لا تخرج من وراء أهلها لمقابلة الشباب, حتي أنه في زفاف أخته وأنا معه وبدون مناسبة قال لي إن زوج أخته هذا محظوظ لأنها رفضت حتي محادثته تليفونيا إلا بعد عقد قرانها عليه, وهذا كاف لكي ينام مستريح البال وليفخر بها أمام كل الناس, وليس بالعلم ولا المال ولا أي شيء عندي!
وقد حاولت جاهدة أن اثبت له أني مافعلت ذلك إلا لحبي له وأنه من المستحيل أن أخونه وأنا المرأة المصلية المحجبة وأخاف ربي لكنه دائما يجرح كرامتي ويقول إنني كنت أيضا حين كنت أحدثه تليفونيا من وراء أبي مجحبة ومصلية بل وقارئة للقرآن ومن خانت أباها وأمها لابد أن تأتي يوم تخون فيه زوجها.
وحين قرأنا أنا وهو في بريد الجمعة رسالة أبواب الجحيم للزوج الذي روي عن خيانات زوجته المتكررة به, فوجئت بزوج يقول لي إنه لن يسمح بأن يجيء اليوم الذي يصبح فيه مثل هذا الرجل, وأنه من الأفضل لنا أن نفترق الآن!
والحق أنه لم يعد يؤلمني الآن أن نفترق بعد أن لقيت منه كل أنواع الامتهان لمشاعري وكل ألوان الجرح لكرامتي, إن لي منه طفلة عمرها عامان الآن وسوف آخذها لأربيها في بيت أمي وأعرفها في الوقت المناسب بما فعله أبوها لكيلا تثق وهي فتاة في وعود أي شاب ولا تستجيب لأي إغراء من الشباب ولا تخون ثقة أمها فيها كما فعلت أنا ودفعت الثمن من كرامتي وسعادتي.
إن زوجي رجل متدين ويخاف ربه ويؤدي كل الفرائض علي أكمل وجه ويقول لي إنه لولا هذه الغلطة لكنت زوجة مثالية.. فلا حول ولا قوة إلا بالله.. لكني أرجو أن تكون قصتي هذه عبرة لكل فتاة تخون أباها وأمها فتقدم علي التعرف علي أي شاب من وراء ظهريهما والسلام.
ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
ولماذا يجلدك زوجك بهذه الغلطة وحدك ويحملك كل المسئولية عنها ويعفي نفسه من نصيبه الأكبر منها؟! ولماذا يتجاهل مسئوليته عن إغواء فتاة صغيرة بالكلام المعسول الحلو.. والوعود الكاذبة بأن يثق فيها بعد الزواج ويحنو عليها ويحفظ عليها كرامتها ويسعد بها ويسعدها؟ وأين ثقته في نفسه أولا ثم في أخلاقياتك وحبك له ووفائك لعهده؟ هل يري نفسه أدني من أن يحظي بإخلاص زوجة محبة تقصر طرفها عليه وحده ولا تري بين رجال الدنيا كلها سواه؟
وما هي أدلته علي هذ الشك القاتل في وفائك له وقيمك الأخلاقية والدينية حتي ولو كنت قد تجاوزت معه في مراهقتك وارتبطت به في الخفاء؟ ولماذا لم يلتمس لك العذر فيما فعلت بصغر سنك وقتها وبحبك له.. وبإغوائك هو شخصيا لك؟
إن جلد الآخرين بهفواتهم السابقة نوع من السادية والتلذذ بإيلام الغير لا يليقان بمن نشأ في طاعة الله ويرعي حدود ربه ويحرص علي أداء فرائضه كزوجك, ونصيحتي له هي ألا يبدو رصيده لديك من الحب بمثل هذه الروح السادية الملائمة لك علي الدوام, وبأن يستعيد ثقته بنفسه وجدارته بوفائك له وبقيمك الأخلاقية والدينية.. وأن يعرف كذلك أن أخطاء الماضي خاصة إذا كانت من قبيل طيش المراهقة الذي لم يوغل في المعصية, ليست دائما دليلا علي الحاضر, ولا مؤشرا للمستقبل, فالإنسان يتعلم من أخطائه ويكتسب النصح والفهم الأفضل للحياة مع مرور الأعوام ولو حوكم كل إنسان بأخطاء صباه ومراهقته لما نجا أحد غالبا من الإدانة والشك في قيمه وأخلاقياته لكن رحمة ربك أوسع وأرفق بالبشر من بعضهم بالآخر, ولله أفرح بتوبة عبده الخاطئ من أحدكم يجد ضالته في الفلاة كما جاء في الحديث.
ومادام زوجك متدينا ويعرف حدود ربه فلابد أن يكون قد قرأ ما روي عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه حين جاءه رجل فقال له: يارسول الله إني لقيت امرأة في البستان فضممتها إلي وقبلتها وفعلت كل شيء, غير أنني لم أفعل بها, فسكت الرسول الكريم ساعة ثم نزلت الآية الكريمة: وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات.
فدعا الرسول الرجل وقرأها عليه وكان العظيم عمر رضي الله عنه بين الحضور فسأله: أله خاصة أم للناس عامة؟ فقال النبي صلوات الله وسلامه عليه: بل للناس عامة.
وإقامة الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل تعني هنا كما قال المفسرون كثرة الاستغفار والتوبة الصحيحة عن الخطأ والندم الشديد عليه وعدم الرجوع إليه أبدا.
ولا عجب في ذلك.. والله سبحانه وتعالي يغفر ولا يعير, وبعض الناس يعيرون ولا يغفرون. فكيف يرضي زوجك لنفسه بأن يكون واحدا منهم؟
إنني أشكرك علي رسالتك هذه وأشاركك دروسها المستفادة وأضعها تحت أنظار من تتوجهين بها إليهن.. والسلام.
أنا سيدة في الخامسة والعشرين من عمري وقارئة مستديمة ««لبريد الجمعة»» منذ أن كنت طالبة في المرحلة الإعدادية, وقد تردت قبل كتابة رسالتي هذه لكني أحتاج لمشورتك ونصيحتك لي ولكل البنات ممن يواجهن بنفس التجربة.
تبدأ قصتي منذ أن كنت في السادسة عشرة من عمري, أي في نهاية المرحلة الإعدادية وبداية المرحلة الثانوية فقط, أعطتني زميلة لي في المدرسة رقم تليفون أحد الشباب للاتصال به وإبلاغه رسالة منها لأنها ـ كما قالت لي ـ تخاف من أمها إذا هي اتصلت به من بيتها, في الوقت الذي كانت أمي تعطيني فيه كل الثقة وتتصور أنه لو أخطأ كل بنات الدنيا فإنه لا يمكن أن أخطأ أو أن أخون ثقتها, لأنها ربتني علي المبادئ الدينية وحفظ القرآن والصلاة بانتظام.
وبعد تردد ونتيجة لقلة الخبرة اتصلت بهذا الشاب وتم التعارف بيننا ومن خلال الاتصالات التليفونية بدا لي في منتهي الأخلاق والحب الشديد لي, واتفقنا علي موعد للالتقاء وجها لوجه في طريق عودتي من المدرسة لكي يري كل منها الآخر, وكنت أصطحب معي إحدي صديقاتي عند رؤيته لكي لا يكون معي وحدنا. وقد أسمعني وقتها كل الكلام الحلو الذي تتمناه أية فتاة في مثل سني, وبعد فترة اكتشفت أمي هذه العلاقة فكانت صدمتها هائلة وصدمة أبي الذي كان في قمة التدبن والحب لأسرته الصغيرة. ومنعاني بالطبع من الاتصال بهذا الشاب وأعطتني أمي بكل ما أوتيت من قوة نصائح دينية ودنيوية وقالت إنه حتي لو تزوجك هذا الشاب فلن يثق فيك أبدا, وكيف يثق فيك وأنت تخونين أمك وأباك, وأثر في ذلك كثيرا, وفي أول فرصة استطعت أن أنفرد فيها بالتليفون بعد مرور عدة أشهر قمت بالاتصال به بالرغم من كل الحصار المضروب حولي, فكان في قمة السعادة أن عاودت الاتصال به فأنستني حفاوته كل ما كان من أمي وأبي ونصائحهما لي, عن طريق إحدي زميلاتي في المدرسة اتفقت علي موعد للقائه ثانية بصحبة هذه الصديقة حتي لا تشك أمي في شي. لكن أمي اكتشفت الأمر قبل مقابلته والحمد لله وقامت الدنيا ثانية وتمت مصادرة القليل الباقي من حريتي وانقطع الاتصال بيننا نهائيا إلي أن التحقت بالجامعة وهناك كان المجال أوسع, وقالت لي أمي وقتها إنها تريد أن تسترد ثقتها في والأمان الذي انتزعته من حياتها من يوم أن عرفت هذا الشاب, فهو أقل من مستوانا العلمي والمادي, وكنت عاهدت نفسي ألا أتصل به, لكنه عرف عن طريق صديقتي في الكلية التي التحقت بها وهي إحدي كليات القمة في الوقت الذي التحق فيه بكلية عادية, وتخرج هو في كليته بلا تفوق وجاء إلي كليتي فحدثته بما قالته أمي وأنه لن يثق بي بعدما كان من مراهقتي معه, فأكد لي أنه يثق بي أكثر من ثقته في نفسه وكيف لا يثق بي وهو لم يلمس حتي يدي, وتقدم لخطبتي وحاولت أمي جاهدة منعها وكذلك أبي الذي قال لماذا أقبل به وهو أقل ممن تقدموا لي من جميع النواحي, لكني استطعت التأثير عليهما في النهاية ووافق أبي بعد أن سأل عنه وعرف أنه يصلي في المسجد كل الفروض وأنه متدين, لكن أمي استمرت علي رفضها وتم زواجي منه فلم تمض سوي بضعة أشهر وظهر زوجي ومن أحببته عمري كله علي حقيقته, فهو سريع الغضب ودائم المعايرة بأني أحببته من وراء أهلي, وفي كل مناسبة سعيدة أو تعيسة دائما يقول لي إنه يتمني لو كان قد تزوج امرأة شريفة لا تخرج من وراء أهلها لمقابلة الشباب, حتي أنه في زفاف أخته وأنا معه وبدون مناسبة قال لي إن زوج أخته هذا محظوظ لأنها رفضت حتي محادثته تليفونيا إلا بعد عقد قرانها عليه, وهذا كاف لكي ينام مستريح البال وليفخر بها أمام كل الناس, وليس بالعلم ولا المال ولا أي شيء عندي!
وقد حاولت جاهدة أن اثبت له أني مافعلت ذلك إلا لحبي له وأنه من المستحيل أن أخونه وأنا المرأة المصلية المحجبة وأخاف ربي لكنه دائما يجرح كرامتي ويقول إنني كنت أيضا حين كنت أحدثه تليفونيا من وراء أبي مجحبة ومصلية بل وقارئة للقرآن ومن خانت أباها وأمها لابد أن تأتي يوم تخون فيه زوجها.
وحين قرأنا أنا وهو في بريد الجمعة رسالة أبواب الجحيم للزوج الذي روي عن خيانات زوجته المتكررة به, فوجئت بزوج يقول لي إنه لن يسمح بأن يجيء اليوم الذي يصبح فيه مثل هذا الرجل, وأنه من الأفضل لنا أن نفترق الآن!
والحق أنه لم يعد يؤلمني الآن أن نفترق بعد أن لقيت منه كل أنواع الامتهان لمشاعري وكل ألوان الجرح لكرامتي, إن لي منه طفلة عمرها عامان الآن وسوف آخذها لأربيها في بيت أمي وأعرفها في الوقت المناسب بما فعله أبوها لكيلا تثق وهي فتاة في وعود أي شاب ولا تستجيب لأي إغراء من الشباب ولا تخون ثقة أمها فيها كما فعلت أنا ودفعت الثمن من كرامتي وسعادتي.
إن زوجي رجل متدين ويخاف ربه ويؤدي كل الفرائض علي أكمل وجه ويقول لي إنه لولا هذه الغلطة لكنت زوجة مثالية.. فلا حول ولا قوة إلا بالله.. لكني أرجو أن تكون قصتي هذه عبرة لكل فتاة تخون أباها وأمها فتقدم علي التعرف علي أي شاب من وراء ظهريهما والسلام.
ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
ولماذا يجلدك زوجك بهذه الغلطة وحدك ويحملك كل المسئولية عنها ويعفي نفسه من نصيبه الأكبر منها؟! ولماذا يتجاهل مسئوليته عن إغواء فتاة صغيرة بالكلام المعسول الحلو.. والوعود الكاذبة بأن يثق فيها بعد الزواج ويحنو عليها ويحفظ عليها كرامتها ويسعد بها ويسعدها؟ وأين ثقته في نفسه أولا ثم في أخلاقياتك وحبك له ووفائك لعهده؟ هل يري نفسه أدني من أن يحظي بإخلاص زوجة محبة تقصر طرفها عليه وحده ولا تري بين رجال الدنيا كلها سواه؟
وما هي أدلته علي هذ الشك القاتل في وفائك له وقيمك الأخلاقية والدينية حتي ولو كنت قد تجاوزت معه في مراهقتك وارتبطت به في الخفاء؟ ولماذا لم يلتمس لك العذر فيما فعلت بصغر سنك وقتها وبحبك له.. وبإغوائك هو شخصيا لك؟
إن جلد الآخرين بهفواتهم السابقة نوع من السادية والتلذذ بإيلام الغير لا يليقان بمن نشأ في طاعة الله ويرعي حدود ربه ويحرص علي أداء فرائضه كزوجك, ونصيحتي له هي ألا يبدو رصيده لديك من الحب بمثل هذه الروح السادية الملائمة لك علي الدوام, وبأن يستعيد ثقته بنفسه وجدارته بوفائك له وبقيمك الأخلاقية والدينية.. وأن يعرف كذلك أن أخطاء الماضي خاصة إذا كانت من قبيل طيش المراهقة الذي لم يوغل في المعصية, ليست دائما دليلا علي الحاضر, ولا مؤشرا للمستقبل, فالإنسان يتعلم من أخطائه ويكتسب النصح والفهم الأفضل للحياة مع مرور الأعوام ولو حوكم كل إنسان بأخطاء صباه ومراهقته لما نجا أحد غالبا من الإدانة والشك في قيمه وأخلاقياته لكن رحمة ربك أوسع وأرفق بالبشر من بعضهم بالآخر, ولله أفرح بتوبة عبده الخاطئ من أحدكم يجد ضالته في الفلاة كما جاء في الحديث.
ومادام زوجك متدينا ويعرف حدود ربه فلابد أن يكون قد قرأ ما روي عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه حين جاءه رجل فقال له: يارسول الله إني لقيت امرأة في البستان فضممتها إلي وقبلتها وفعلت كل شيء, غير أنني لم أفعل بها, فسكت الرسول الكريم ساعة ثم نزلت الآية الكريمة: وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات.
فدعا الرسول الرجل وقرأها عليه وكان العظيم عمر رضي الله عنه بين الحضور فسأله: أله خاصة أم للناس عامة؟ فقال النبي صلوات الله وسلامه عليه: بل للناس عامة.
وإقامة الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل تعني هنا كما قال المفسرون كثرة الاستغفار والتوبة الصحيحة عن الخطأ والندم الشديد عليه وعدم الرجوع إليه أبدا.
ولا عجب في ذلك.. والله سبحانه وتعالي يغفر ولا يعير, وبعض الناس يعيرون ولا يغفرون. فكيف يرضي زوجك لنفسه بأن يكون واحدا منهم؟
إنني أشكرك علي رسالتك هذه وأشاركك دروسها المستفادة وأضعها تحت أنظار من تتوجهين بها إليهن.. والسلام.
ليست هناك تعليقات