الحقيقة الكاملة قرات رساله الانسحاب الثاني لذلك الطبيب الذي كان سببا في طلاق حبيبته السابقه من زوجها للفوز بها, ثم انسحب من حيا...
الحقيقة الكاملة
قرات رساله الانسحاب الثاني لذلك الطبيب الذي كان سببا في طلاق حبيبته السابقه من زوجها للفوز بها, ثم انسحب من حياتها للمره الثانيه, بعد ان كان قد انسحب من حياتها في بدايه شبابهما, ولم يتزوجها, وقبل ان ابدا في الكتابه اليك فوجئت برساله الفرصه الاخيره في الاسبوع التالي والتي كتبتها لك زوجتي, وتعليقي عليها هو لماذا نفترض دائما عندما يتزوج اي رجل للمره الثانيه ان تكون هذه الزوجه الثانيه هي الافعي كما وصفتها زوجتي. مع ان الواقع يقول لنا انه كما ان هناك افاعي تخطف الازواج من زوجاتهم, ايضا توجد ثعابين يخطفون الزوجات من ازواجهن مثلي تماما, ومثل ذلك الطبيب صاحب قصه الانسحاب الثاني ولقد قرات ردك علي رساله زوجتي الذي ايدتها فيه والحق انك قلت رايك هذا لانك سمعت من طرف واحد, والتمس لك ولها العذر لان كليكما لا يعلم الجزء المهم والخفي من الحكايه وهي الحقيقه كامله والتي لابد لي ان ارويها حتي ارفع هما ثقيلا عن صدري, وحتي يغفر الله لي ما اقترفته من ذنب, واذي لجميع من احببتهم واحبوني وليسامحوني بمن فيهم زوجتي الثانيه والتي اطلقت عليها زوجتي الاولي وصف( الحيه او الافعي), ولعل ما سارويه الان جزء خفي من حياتي لا يعلمه سوي زوجتي الثانيه, ولم استطع ان اواجه به الجميع من اهلي واولادي, وليكن بعد ذلك ما يكون, وكل ما سيقدره الله سوف ارضي به, ولعلهم حين يقراون ويعرفون يلتمسون لي العذر ويرون الامور جميعها علي حقيقتها حين كنت اعد زوجتي الاولي بالانقطاع عن حبيبتي الثانيه ولا افي لها بالوعد حتي سقطت من نظرها ونظر ابنائي, وايضا سوف تتضح لزوجتي الثانيه بعض الامور والتي كانت تصفها بالغموض لاني كنت لا احكي لها ما يدور في بيتي الاول من ضغوط لتركها. وابدا من البدايه فاقول لك: انني تزوجت زواج اقارب تقليديا بعد قصه حب فاشله لي في الجامعه, وكانت زوجتي والحق يقال سيده فاضله احببتها فقامت بتربيه الابناء علي افضل وجه ورعت الله في وفي بيتي.. ولكن نتيجه لبعض الاسباب التي تعرفها هي وجميع المقربين منا كانت تختمر في ذهني فكره الزواج الثاني وكنت طوال هذه السنوات ابحث عن المراه التي اذا وجدتها فلن اتركها ابدا. وكنت اعمل بدوله عربيه لفتره طويله وقررت العوده الي مصر حيث اعمل الان منذ سبع سنوات.. فالتحقت بالعمل بشركه اجنبيه كنت مديرها وكان علي اختيار الموظفين المطلوبين للعمل بمن فيهم السكرتيره, فقابلت مرشحات كثيرات للوظيفه الي ان دخلت علي سيده فراودني احساس غريب بان هذه السيده هي التي كنت ابحث عنها طوال حياتي, وانتابني شعور الحب من اول نظره وكانت لديها الخبره واللغات الكفيله بتعيينها اضافه الي جمال وجهها واناقتها, وكانت هذه السيده متزوجه ولديها طفل وزوجها يعمل بدوله اوروبيه. وهي هنا بمصر لادخال ابنها المدرسه. ومن خلال علاقتي بها اكتشفت انها غير سعيده مع زوجها وان بينهما خلافات كثيره وان مستواها الاجتماعي والثقافي اعلي من مستواه بكثير, ومع كل هذا لم تفكر ابدا في الطلاق منه, بل كانت راضيه بما كتبه الله لها, ووجهه نظرها في ذلك انها يجب ان تتحمل هذه الظروف مادام هو بعيدا عنها ومادامت الخلافات لا تتجاوز حدود الهاتف, كما كانت لا تريد ان تحمل لقب( مطلقه) فبدات انا من جانبي اتحامل دائما عليه في اي خلاف واستغل ذلك واحاول التلميح لها بحبي باساليب مختلفه, فكانت لا تفهم ما اقصده او لا تتخيله لانني ابدو بالنسبه لها انسانا سعيدا في حياتي العائليه ورجلا متدينا.
وبدات استغل نقاط خلافاتها مع زوجها واقوم انا بعمل العكس الذي يرضيها من وجهه نظرها.. وفي مره سالتها هل توافقين علي ان تكوني نصف زوجه؟ فاجابت بانها ترضي ان تكون حتي ربع زوجه, لان رويتها لزوجها مرتين في الاسبوع افضل مائه مره من رويتها له شهرا كل سنه, وهي تحتاج لرجل يكون سندا لها وامانا لانها جميله والطمع فيها كثير.. ومنذ ان سمعت ذلك قررت بداخلي ان اتزوجها.. وبدات في تنفيذ ذلك, تدريجيا, ورحت اتعمد الاتصال بها مساء كل يوم بحجه ان اخذ رايها في امور تخص العمل وكانت تجيب وتتكلم بطريقه طبيعيه, وكانت مخلصه في عملها جاده في سلوكها, وترفض جميع اغراءات العملاء الذين يحاولون استمالتها, وكنت اغار عليها منهم, وذات يوم كنت مسافرا الي الخارج لعده ايام وطلبت منها ان تتصل بي صباح اليوم الاول لتبلغني عن سير العمل, وقامت بالاتصال بي, وفي اليوم الثاني انتظرت مكالمتها في نفس الميعاد فلم تتصل, فقمت انا بالاتصال بها وانا ثائر عليها ثوره عارمه بدون ان ادري وتعجبت هي لذلك حيث لم يكن هناك اي داع لهذه الثوره ولم يجد جديد يستوجب اتصالها بي.. وسالت نفسي ما هذا الذي يحدث بداخلي.. هل احبها..؟ ووجدتني اعترف بانني احبها بكل كياني وبانها فتاه احلامي التي كنت احلم بها طوال حياتي.. ففي داخلها انوثه ومشاعر انا فقط الذي استطيع ان احركها. وعدت الي مصر وقررت الاعتراف لها بحبي وكان ذلك مفاجاه لها, وسالتني وماذا بعد ذلك وهي لا تريد انشاء علاقات في مجال العمل لانها لا تحقق شيئا سوي المشاكل, كما ان تركها لعملها يعني لها الموت لانها تحتاج اليه معنويا وماديا.. فاجبتها بانني سوف اتزوجها وسوف احارب الدنيا كلها لانالها لانها جائزه السماء لي.
تسالني لماذا قررت ذلك بعد25 عاما من الزواج؟ واجيبك بالاتي هناك اشياء كثيره افتقدها مع زوجتي الاولي لا داعي لسردها.. فالفكره في راسي منذ سنوات كثيره ولكنها تاجلت الي ان احقق ذاتي في عملي واصل بابنائي الي بر الامان واومن مستقبلهم جميعا بمن فيهم زوجتي.. فلماذا اذن بعد ذلك لا اتزوج بمن احبها بشرط الا يكون ذلك ايضا علي حساب زوجتي الاولي واولادي وان اعدل من الناحيه الماديه والوقت؟
ولم تكن المشكله مقصوره فقط علي موقف زوجتي الاولي مني اذا علمت بنيتي للزواج, وانما كان عائق اخر مهم وهو زواج من اريدها, فاصبحت اتعمد اظهار كل عيوب زوجها واضخمها في نظرها واستثير كرهها له واجعلها دائما لا ترضي عنه ولا عن تصرفاته بدون ان تدري, واصبحت الازمها واشاركها جميع امور حياتها وتعمدت ان اكون بجوارها دائما, حين تمرض, وحين تذهب لشراء شيء.. الخ الي ان وقعت واستسلمت تماما واحبتني بالفعل بعقلها قبل قلبها..
وحتي اصبحت لا تشعر بالامان الا عندما اكون في مصر ولا تطمئن علي نفسها الا بجواري..
وكان لابد لاتمام زواجنا من خطه نتفق عليها, وننفذها, ولكل منا دوره في تنفيذها وكان من المنطقي ان يكون دورها هي الاول لانه لابد ان يتم طلاقها اولا حتي نتزوج, والي حين طلاقها قمت باعداد منزل الزوجيه وتاثيثه وشاركتني هي في اختيار الاثاث والوان الدهانات.. الخ.. الي ان جاء موعد الطلاق وطلقت بالفعل بعد ان دفعت لزوجها مبلغا كبيرا من المال, هو كل ما استطاعت ادخاره طول فتره عملها, وذلك حتي يتم الطلاق, واستطاعت ان تصمد بقوه وتواجه جميع المشاكل مع زوجها نتيجه الطلاق.
وبعد ثلاثه اشهر وانتهاء فتره العده قررنا الزواج, ولكن بعد ان تاكدنا من زواج زوجها الاول من اخري ومن ان صفحته انطوت تماما بالنسبه لنا.. وكان لها راي في امر اشهار زواجنا امام عائلتي وهو ان نتركه للظروف ولا اقوم انا باشهاره, حيث يكفي ان تعرف عائلتها لانها تريد ان تعيش معي في سلام ولانه اذا كان هناك اي مشاكل في بيتي الاول فستنعكس علي علاقتنا معا, ووافقتها علي ذلك. وكان ذلك منذ سنه ونصف السنه.. حينما قررنا الزواج بعد قصه حب دامت خمس سنوات, وتم تحديد موعد عقد القران والزواج, فاذا بخبر زواجي يتسلل الي زوجتي وابنائي قبل عقد القران بيوم واحد من اخي الوحيد, ومنذ ذلك الوقت قامت الدنيا علي ولم تقعد من جانب اهلي واقاربي, فطلبت مني حبيبتي تاجيل عقد القران لمده اسبوعين الي ان تهدا الامور, وخلال هذه الفتره انهارت زوجتي ومرضت كما مرض الابناء, وكانت حبيبتي ايضا لا تقل عنهم انهيارا.. وكان علي ان اضحي.. فقررت ان اضحي بحبيبتي وتركتها بالفعل, لكنني اراها امامي بالشركه وهي سكرتيرتي.. والاحظ انها لا تبالي بي فاحاول استمالتها لي مره اخري, واغار عليها من ان ياخذها احد مني.. تقول لي ماذا تريد؟ فاقول لك انني اريد الاثنتين: الزوجه الاولي والحبيبه الثانيه.. وبعد6 اشهر من ذلك قررنا الزواج لان كلينا لم يتحمل البعد والفراق, فانا اجري في دمها وهي كذلك..و بعد الزواج غير المعلن بالنسبه لزوجتي الاولي اخبرتها بان الاخري سوف تترك العمل وتسافر مره اخري ولا تعود, وكنت خلال هذه الفتره احاول التاثير علي زوجتي الثانيه لكي تترك العمل بالفعل ولكنها رفضت رفضا شديدا الا اذا اخبرت زوجتي بالزواج وعدلت بين البيتين, واخبرتني بانها سوف تترك العمل بعد ان تجد عملا اخر وكانت بالفعل تبحث عن عمل ولكنها فشلت لان راتبها كبير.
وكانت كلما اتصلت زوجتي الاولي في العمل وسمعت صوتها يجن جنونها, لانها مازالت موجوده الي ان تمت بيننا مواجهه ذات يوم اعترفت فيها لها بزواجي. ولن احكي لك كيف كان تصرفها حين ثارت علي ولا كيف كان انهيارها وانهيار ابنائي.
واشتدت الضغوط علي من جميع الجوانب من بيتي الاول, ولم تهدا زوجتي الاولي حينما رات ورقه طلاقي لزوجتي الثانيه غيابيا, لاني من الممكن ردها في اي وقت.. واصرت علي ان اطلقها ثلاث مرات كما ذكرت لك في رسالتها, اما زوجتي الثانيه فقد فقدت اعصابها وصوابها وانهارت في العمل اذ كان خبر طلاقها مفاجاه لم تكن تتوقعها, وكان وجودها في العمل مصدر قلق وخوف علي وعلي مستقبلي, حيث ان مركزي بالشركه كبير واي تصادم بينها وبين زوجتي سيدمرني امام الجميع. فاتخذت قراري بابعادها عن العمل, وقمت بالضغط عليها وخيرتها بين تقديم استقالتها او نقلها الي مكان اخر لا تتحمله ظروفها, واختارت بل اصرت علي الاستقاله, وفي نفس شهر استقالتها فرضت علي زوجتي الاولي تعيين اخيها بالشركه حتي يكون رقيبا علي.. وفرضت علي ايضا تعيين سكرتيره اخري من طرفها تطمئن لوجودها.., لكنه علي الجانب الاخر كانت لي خطه ثانيه وهي ان ابعاد حبيبتي بهذه الطريقه سيجعل زوجتي تطمئن وترجع الامور الي ما كانت عليه, وبعد ذلك استطيع العوده مره اخري لزوجتي الثانيه خلال اشهر العده, وصارحتها بذلك ففوجئت بها ترفض العوده لي بدعوي انني خدعتها وغدرت بها واني انسان ضعيف ولن
استطيع المواجهه كما واجهت هي الجميع واتهمتني بانني سبب تدمير حياتها وضياع شقاء عمرها.. ولكني لم اتخيل كيف تتركني وغيري ياخذها.. فالتفكير في ذلك يجعلني اموت قهرا,.. وهي التي اشعرتني برجولتي.., واشعرتني بطعم الحياه.. فقررت الاتصال بها مره ثانيه خلال فتره العده واردها رسميا قبل انتهائها. ووافقت علي امل ان اكون هذه المره اكثر شجاعه الي ان جاء اخر يوم من ايام العده وطلبت مني تنفيذ ما اتفقنا عليه. فطلبت منها اعطائي مهله اخري لان المواجهه مع زوجتي الاولي خطيره وصعبه, فثارت علي ثوره عارمه ووجدتها في اليوم التالي تتصل بزوجتي واخي وابنتي وتخبرهم بخبر زواجنا وعودتها لعصمتي, واثبتت ذلك بتفاصيل كنت قد حكيت لها عنها في الفتره الاخيره في بيتي الاول.. وكان عذرها في ذلك اني اما ان اكون لهما معا او لا اكون لاي منهما؟
فقطعت بذلك كل الخيوط التي تربطنا معا وانقطعت عنها لفتره لم تحاول هي خلالها الاتصال بي. وكاد يجن جنوني لذلك, وزوجتي الاولي من ناحيه اخري تحاول بكل وسيله ارغامي علي طلاقها ثلاث مرات حتي لا تحل لي مره اخري, وكنت بالفعل انطق بهذا اللفظ ولكن ليس بنيه الطلاق واردها في سري مره اخري, وحاولت كثيرا ارجاعها ولكنها هذه المره فرضت علي شروطا ماديه كبيره حتي تطمئن الي اني لن اغدر بها مره اخري.. وعلمت زوجتي الاولي باتصالي بها ومقابلتها, فقررت زوجتي انهاء كل شيء وان اعطي الاخري ما لها من موخر ونفقه امام محام من طرفها حتي تطمئن نهائيا الي قطع جذور الموضوع, وكانت هذه هي,( الفرصه الاخيره) التي اعطتها لي زوجتي, والتي تحدثت لك عنها في رسالتها لك وخيرتني فيها بين الطلاق او ان اكون لها وحدها والا يشاركني فيها احد.
ولقد اضطررت للخضوع لطلباتها, في حين اكدت لي الاخري انها لا تريد ايه اموال لانه لا شيء يعوضها عني, وتحت كل هذه الضغوط رفضت رجاءها وقسوت عليها وقررت انهاء الموضوع تماما كما طلبت زوجتي وبالطريقه التي ترضيها, وذلك حتي لا ينهار بيتي ويتشرد اولادي. واعطيتها حقوقها الماديه كما طلبتها هي وبما يومن لها حياه كريمه لمده سنتين وتحملت عنها قسط قرض كانت قد اخذته من الشركه واقوم انا بسداده.
ولا اصف لك حالتها حين كنا معا عند المحامي ولا اصف لك مدي حزني علي تركها, ولا مدي غيرتي عليها حين اتذكر انها يمكن ان تكون لاخر, ولكني للاسف ضعيف وصغير امامها وامام نفسي ولا اقوي علي حمايتها.. انني ارجو الا تحدثني عن امور لا احب ان اسمعها, فانا لست اول رجل يتزوج من اثنتين وانما حدثني فقط عن الحلال والحرام., فحلال ان اتزوج ثانيه, وحرام كل الذي فعلته انا في امراتي الثانيه.
وهذه السيده التي وصفتها زوجتي( بالافعي) لم تكن افعي بل كنت انا ثعبانا او ذئبا., فهي سيده فاضله ولم اشعر ابدا خلال فتره زواجي منها باي بادره طمع في مالي او مركزي كما قالوا وكل الجريمه التي عوقبت عليها هي انها احبت بصدق واخلاص, وضحت كثيرا للفوز بحبي, ولم تطلب مني اكثر من يومين في الاسبوع لاكون بجوارها ولن انسي انني طلبت منها ذات يوم ان تعرف املاكي وحقوقها بعد وفاتي فرفضت ان تعرف اي شيء, ولم تجعلني انطق بحرف, واكدت لي انها لا تطلب من الدنيا سوي حبي وسعادتي ووجودي بجوارها. ان الحقيقه الكامله التي اردت ان اوضحها لك برسالتي هذه استكمالا للصوره هي انني ظلمت زوجتي الثانيه. وحبيبتي ظلما لا استطيع النوم بسببه الا اذا سامحتني, وهي كما قالت لي لن تسامحني ابد الدهر, ولن تسير في جنازتي حين ارحل عن الحياه.. كما قالت لي ايضا انه سوف يحدث لابنتي مافعلته انا بها لان الله عادل وسيقتص لها, وانها احتسبت الله في وفوضت امرها في اليه فانا جبان ولم ابال الا بالخوف علي عملي ومركزي, والخوف من زوجتي ولم اتحمل ابدا نظرات الاحتقار والتجاهل من قبل زوجتي واولادي..
لقد تعمدت ان اكتب قصتي لكي اريح ضميري ولكي افسر للجميع مدي صعوبه موقفي وحتي يفهموا ويتفهموا لماذا كنت حائرا ومترددا واعد زوجتي ولا انفذ ما اعد به, وخوفا من القصاص فالله يمهل ولا يهمل فلدي ابناء اخاف ان يحدث لهم ما سببته لغيرهم من الام, وارجو ان يسامحني الجميع.., خاصه زوجتي الثانيه التي تركتها تعاني ويلات الحياه وحيده ضائعه.. لا اعلم عنها شيئا وهل وفقت في عمل اخر ام لا؟ لكني واثق من ان الله لن يتخلي عنها, وسوالي الاخير هو: هل انتهي الموضوع علي ذلك.. ام اردها لعصمتي مره اخري؟ لقد قصدت اخبار زوجتي واولادي بالحقيقه كامله لانهم يهتمون بقراءه بريدك وحتي يفكروا بالطريقه التي يجب ان تكون, ولاخلي مسئوليتي امام الله في اتخاذهم اي قرار يخصهم ويخص حبيبتي الثانيه عما اذا كنت ساستمر في الاجبار علي الطلاق او يكونون اكثر رحمه وعدلا, وانني واثق من رايك وواثق من ثقتهم في رايك لانك محايد.. والسلام عليكم ورحمه الله.
ولكاتب هذه الرساله اقول:
نعم كما ان هناك افاعي وحيات هناك ايضا ثعابين وذئاب, غير ان استياءك لوصف زوجتك الاولي لمطلقتك بانها افعي واقرارك بانك كنت الثعبان الحقيقي في القصه كلها, لايغير من الحقائق المجرده شيئا.. وانما تظل مطلقتك بالنسبه لزوجتك وابنائك, دائما المراه التي قبلت او سعت لان تتزوج رجلا متزوجا وله ابناء وكانت حياته العائليه تمضي في طريقها المرسوم قبل ظهورها في الافق, كما تبقي ايضا المراه التي عرفت رجلا متزوجا وهي زوجه لاخر وام لابناء منه. واذا كنت انت تتحمل وزر تخبيب امراه علي زوجها اي افسادها عليه, كما جاء في مضمون الحديث الشريف الذي ينهانا عن ذلك, فهي تتحمل ايضا وزر طلبها الطلاق من زوجها دون باس اي دون اسباب حتميه تفرض عليها ذلك, كما جاء في مضمون الحديث الشريف الاخر الذي يحرم علي من تفعل ذلك رائحه الجنه, اذ لو لم تظهر انت في حياه هذه السيده لكان زواجها الاول قائما حتي الان ولظل ابناوها ينعمون بالنشاه الطبيعيه بين ابويهم الي النهايه.
واذا كان ثمه جناه وضحايا في هذه القصه فانت جان ولست ضحيه لاحد كما تتوهم انك ضحيه الواجب العائلي وضغط شريكه العمر والابناء, والمراه الاخري جانيه مثلك لاجترائها علي حق شريكه عمرك فيك.. وتزيد عنك درجه هي انها ضحيه كذلك لضعفها امام اهوائك.. وتدبيرك لاقناعها بالانفصال عن زوجها وبث كراهيته في نفسها وتعمد الظهور امامها بعكس ما تنكره عليه, لافسادها عليه.
ومن عجب انك تشعر بالعطف الشديد عليها وترثي لحالها وتتوجع لفراقها, ولا تشعر ببعض هذا العطف علي زوجتك التي فجعت في وفائك لها بعد رحله السنين, ولا علي ابنائك الذين اهتزت مثلهم العليا وهم يرونك تحنث بالوعد تلو الوعد بهجر الاخري ولا تفعل.
اننا نفهم الضعف البشري والعاطفي, ونعرف جيدا انه لا يخلو بشر من الاهواء, لكننا نعرف ايضا انه ما يحفظ المرء من الزلل ليس انعدام اهوائه, وانما قدرته علي السيطره عليها, ولو ترك كل انسان لنزعاته وبدواته ورغباته البدائيه لتحولت الدنيا الي ماخور كبير لا يشغل الناس فيه سوي اشباع غرائزهم والاستجابه لاهوائهم وعواطفهم, ولتدنينا الي حياه اشبه بحياه الحيوان الاعجم الذي تتحكم فيه غرائزه. وانما نحن بشر بقدرتنا علي التحكم في اهوائنا وغرائزنا وعواطفنا وبشعورنا بالواجب الانساني العام والوازع الديني القوي, لقد قيل ان الفيلسوف ارسطو مر ذات يوم بقبر فقرا عليه هذه الكلمات:
كل واشرب وامرح اي اشبع الغريزه الجنسيه كما تشاء وغير ذلك لا يساوي فتيلا.. فتفكر قليلا ثم قال: يا لها من حياه لاتليق الا بخنزير!
ولهذا فان ما تاسي عليه الان وتعتبره من نقاط الضعف في شخصيتك التي حرمتك من مواصله الاستمتاع بالحب مع الاخري هو للعجب من ابرز الجوانب الايجابيه فيها, وهو الحرص علي الا تتهدم اسرتك.. وتفقد شريكه العمر والابناء, ارضاء لهوي قد يكون عابرا مهما بدا لك غير ذلك, وهو ايضا العجز عن احتمال نظره الاحتقار في عيون رفيقه الحياه والابناء, لانه قوه ورجوله وضن بالنفس عن ان تكون موضع اللوم والاحتقار من اقرب البشر اليك وليس ضعفا ولا تخاذلا باي من المقاييس.
وما كان الضعف الا ان تضحي بشريكه الحياه واحترام الابناء ومودتهم وحياتك العائليه كلها.. ارضاء لهوي قد يخمد بعد حين مهما طال, وقد تدرك ذات يوم انه لم يكن يستحق كل الثمن الغالي الذي تكلفه.
ففيم السوال اذن في نهايه رسالتك عما اذا كنت ستظل مجبرا علي الانفصال عن الاخري ام سترحمك ذات يوم زوجتك وابناوك, ويسمحون لك بالعوده للنهل من نبعها؟ وهل بعد كل ما ذكرت واعترفت به ترجو في اعماقك الرجوع اليها وتتلمس الرحمه لدي الزوجه والابناء ليغضوا الطرف عما زلت تامل فيه؟ واين مجاهده النفس.. ومغالبه الاهواء واستشعار الواجب العائلي والانساني وكيف تتوقع ان تمنحك زوجتك وابناوك صكا يصرح لك بنسج قصص الحب والغرام مع امراه اخري, وقد تصوروا انهم قد نجحوا بعد العناء في طي هذه الصفحه الكريهه من حياتهم؟
انك تطالبني بالا احدثك عن اشياء تعرفها جيدا, وان احدثك فقط عن الحلال والحرام, واني لافهم ما ترمي اليه واقول لك ان الزواج الثاني حلال لا شبهه فيه, ولا احد ينازع في ذلك, لكن من الحلال ايضا ما هو بغيض كالطلاق, ومنه ما لا يليق بالفضلاء كمد اليد لاخذ الصدقه.. وهناك امثله اخري كثيره لايتسع لها المجال, واذا كان الزواج الثاني حلالا مباحا.. فان اكراه زوجه علي قبول حياه لا ترضاها ليس حلالا وانما حرام موكد, لهذا شرع لنا الشارع ان اردنا ان نتزوج علي زواجنا ان نصارح الزوجه والشريكه بنيتنا وان نخيرها بين القبول والاستمرار دون ضغط ولا اكراه, وبين الحصول علي الطلاق, ولم يشرع لنا ان نتزوج خفيه دون ابلاغ شريكه الحياه وتخييرها, ولا ان نعدها بالانفصال عن الاخري ونحن نضمر نيه الاستمرار, ولا ان نطلقها ونحن نامل في استعادتها خلسه بعد حين.
فاذا كنت تطلب العفو والسماح من مطلقتك عما جنيته عليها من اغوائها وتشجيعها علي هدم اسرتها في البدايه ثم الانفصال عنها وتركها بلا معين في النهايه, لكي يستريح ضميرك فلا باس بذلك, اما اذا كنت تمهد لمحاوله استئناف علاقتك بها فهذا شيء اخر.. وعسي الله ان يعوضها عن حياتها السابقه بما يحقق لها الامان والاستقرار بعيدا عنك.. ولاشك في انك قد اخطات العنوان في طلب العفو والسماح, اذ توجهت به الي مطلقتك وحدها.. وكان الاصح ان تتوجه به ايضا الي زوجتك التي شاركتك رحله السنين وابنائك الذين هلعوا لاحتمال فقدهم اياك, ولاهتزاز رمز الاب في مخيلتهم.
ولقد ذكرني ذلك بما روي عن الجنرال الالماني هيلموت فون هوليتكه الذي استدعاه السلطان العثماني لتدريب الجيش التركي عام1914, فلاحظ سوء احد الضباط الاتراك وقال له:
من اين تريد ان تحصل علي وسامك ياسيدي الضابط؟
من قومك علي هذه الناحيه ام من اعدائك علي الناحيه الاخري ؟!
ونفس السوال موجه اليك.. واجابته لديك وحدك!
ليست هناك تعليقات