Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

آخر موضوعاتنا

latest

كيف يمكنكم علاج حالات الكذب المتنوعة عند الاطفال ؟

يمتاز أطفالنا بطرقهم الخاصة في معالجة مشاكلهم وردود أفعالهم، ويلجأون ويجربون كل الطرق المكشوفة وغير المكشوفة للحصول على مآربهم، وللهرو...


كيف تعالج مشكلة الكذب عند الطفل
يمتاز أطفالنا بطرقهم الخاصة في معالجة مشاكلهم وردود أفعالهم، ويلجأون ويجربون كل الطرق المكشوفة وغير المكشوفة للحصول على مآربهم، وللهروب من مواجهة مآزقهم. وأولى هذه الوسائل والطرق "الكذب". وهو الذي ينشأ صدفة ويتدرج الأطفال في استعماله ليصبح عادة بغيضة لنا جميعاً، لا نريد أبناءنا أن يتعاملوا بها، لذلك علينا أن نتولاّها بالعناية الشديدة والتربية والمتابعة.
والطفل في سنوات عمره الأولى تتشكل بداخله القيم. فهو يُعلَم الصدق ولا يولد صادقاً٬ ويُعلَم الكذب ولا يولد كاذباً. فكيف ننشئ أبناءنا على الصدق وكيف نتصدى لكذبهم؟ ومتى نعاقبهم؟ وهل نستعمل معهم الضرب تجاه هذا السلوك البشع؟ ما هي أسباب الكذب؟ وما هي أنواعه؟ ومتى يصبح الكذب علامة خطرة؟
 سنجيب في هذا المقال على هذه الأسئلة ثم نضع أساساً لزرع الصدق في نفس الطفل منذ البداية. ولكن وحتى تتم معالجة مشكلة الكذب علينا أن نميز بين عمرين فاصلين فيما يخص الكذب عند الأطفال هما سن ما قبل السادسة وسن ما بعد السادسة.
الأطفال قبل سن السادسة
الحقيقة والخيال
منذ أن يعي الطفل ما حوله ويبدأ في الكلام وحتى سن السادسة تقريباً لا يُفرق الطفل بين الحقيقة والخيال٬ ويكون عقله خصباً بالأحداث والقصص الخيالية وربما الأصدقاء الخياليين أيضاً. وعندما يقوم الأطفال بخلق قصص خيالية أو بالمبالغة بتفاصيل شيء ما، فإنهم على الأغلب يعبّرون عما يتمنّون حدوثه، لذلك سيكون من الخطأ الفادح أن يؤنّبوا على ذلك وأن يعاقبوا على أنهم كاذبين. لذا إياك أن تعامل طفلك على أنه كاذب في مثل هذا الموقف، وكموقف بديل، ستكون أمام خيارين أمام طفلك عندما يبدأ بخلق هذه القصص:
  • تكتفي بالصمت إزاء ما قال
  •  تشارك بعبارات تسكب صبغة الحقيقة على ما قال.
فعلى سبيل المثال إذا قال طفلك فيما يخبرك عن معلمته في المدرسة: لقد ركبت في الطائرة مع معلمتي وسافرت معها إلى مكان بعيد! أجب طفلك قائلاً بلهجة متفاعلة: أووه، تحب أن تسافر مع معلمتك! ومَن مِن الأصدقاء تتمنى أن يرافقكما؟
وهنا قد يستطرد في الإجابة ولكنك في هذه الحالة تكون قد سقته ليكون معبّرا عن أحلامه، ومن من لا يحب أن يحلم!  وبهذه الطريقة تكون قد شجعتَه على أن يحكي لك القصص عن طريق تجاوبك معه. وعليك أن تعرف أنه طالما بقيت خيالاته هي أحداث يعيش من خلالها طموحاته ورغباته فهي علامة ذكاء ونبوغ واضحة. وقد تكون هذه الخيالات دلاله إبداع عند طفلك خاصة مع استمرارها بعد السادسة. لذا عليك تنمية هذه الخيالات بالرسم والكتابة٬ فالخيال يُعبر عن رغبات الطفل وطموحاته وأمانيه.
الكذب للحصول على ما يريد أو لتجنب ما لا يريد
في هذا السن أيضاً يكذب الطفل للحصول على ما يريد٬ أو لتجنب عمل لا يريده٬ لكنه لا يشعر بالذنب أو أنه قام بشيء خاطئ. عندما يكذب طفلك في هذا السن لا تقم بتضخيم الأمر ولا تعطه حجماً كبراً، فقط انظر إليه بجديّة وقل له إنه من الخطأ أن نكذب وعلينا دائماً أن نقول الحقيقة. وقد يكون من المناسب أن تعبّر لطفلك كم تكون أنت سعيداً عندما يقول ابنك الصدق، وأن عدم قول الصدق يجعلك غير مرتاح أبداً.
الأطفال بعد سن السادسة
بعد سن السادسة تقريباً٬ يبدأ الطفل بالتميز بين الخيال والحقيقة ويقل إصراره على التمسك بالقصص الخيالية على أنها الحقيقة. ويعي الطفل أيضاً أن بعض تصرفاته ستسبب خيبة أمل لوالديه أو ستسبب غضباً وعقاباً منهما٬ ويكون أيضاً قد نما عنده الإحساس بالذنب نتيجة ارتكاب الأخطاء. وفي حوالي سن السابعة أو الثامنة يدرك تماماً الفرق بين الحقيقة والخيال ويدرك أيضاً أن كذبه في بعض المواقف قد يغيّر أمراً جسيماً والطفل بالمقابل يصبح معتمداً عليه للبحث عن حقيقة ما.
وهنا وفي هذا السن يبدأ دور التربية والتوجيه، وما يحدث غالباً أن الآباء -وبسبب حماسهم في البداية- يرفضون كذب أطفالهم الخيالي في العمر المبكر وهو الذي لا يعتبر كذباً فعلياً ويقومون بتأنيب أطفالهم وتأديبهم عليه، وهو عمل في الوقت الخاطئ وجهد في الوقت الضائع، وبالتالي هو غير مجدٍ. وبعد مرور عامين أو ثلاثة على ذلك يفقدون الأمل في علاج هذا الأمر الذي توهّموا أنه مشكلة، فينسحبون في الوقت الذي يكون التدخل فيه واجباً!
إن سن السادسة وما بعدها هو الوقت المثالي لتدخل الآباء التأديبي، وهو مثل كل أمور التربية يلزمها معرفة وحسم ومتابعة لتطبيق الحلول، وهاكم الحلول مفصّلة.
حلول مشكلة الكذب
 اكتشف سبب كذب طفلك وابحث عن الحل
عليك أيها الوالد أن تنتبه إلى كذب طفلك٬ وأن تحدّد سبب كذبه وتعرف بالتالي نوع كذبه. إن معرفة سبب الكذب أهمّ من الكذب في حد ذاته. إنك عند بحثك عن محرّك الكذب وسببه ستكتشف خلفيات الموضوع وستدرك تفاصيل هامة تتحكم في سلوك ابنك، وعندها ستستطيع حل مشكلة الكذب ومعالجتها. ولذلك تم إفراد عنوان خاص بأسباب الكذب وأنواعه والحل المقترح.
تحدّث مع طفلك وناقشه حول أهميّة قول الحقيقة
تحدّث مع طفلك عن أهمية الصدق وأخبره عما يعود عليه الصدق في حياته، وكلّمه بلغة يفهمها وكلمات يستوعبها. عليه أن يفهم أن الصدق يُرضي ربه ويُرضي والديه٬ ويجعله محلّ ثقة الناس٬ وبالعكس فالكذب يُغضب الرب ويُغضب الوالدين, ويُفقد ثقة الناس فيه. شاهد معه برنامج تلفزيوني عن الصدق أو احكِ له قصة وتناقشا سوياً.
حدد عاقبة للكذب
على الوالدين أن يضعا عواقب محددة لكذب الطفل. ويفضّل وضعها وتوضيحها له قبل إيقاع العقاب وقبل حدوث الكذب نفسه. ويجب أن يكون العقاب على قدر الكذبة٬ ومناسباً لسن الطفل. وقد وجد أن حرمان الطفل أو إلغاء شيء يحبه هو الوسيلة الأكثر نجاحاً وتأثيراً على الطفل. أما الضرب والضرب المبرّح خصوصاً فليس طريقاً ناجعاً للتخلص من الكذب. والجدير بالذكر أن على الوالدين أن يفصلا بين الخطأ ذاته وبين الكذب، فيما يخص العقاب. فإذا أخطأ الطفل وكان صادقاً فإنه يعاقب على الخطأ الذي ارتكبه ويُشكر على صدقه وربما يكافأ عليه. أما إذا أخطأ الطفل وكذب أيضاً فإنه يعاقب عقوبتين، الأولى على الخطأ والثانية على الكذب.
اثبت على العقوبة
لا يكن العقاب على الكذب يُنفّذ مرة ويترك مرة. فبعد أن يضع الوالدان مجموعة من القواعد الخاصة بالصدق وعواقب الكذب٬ يجب عليهما الالتزام بها في كل مرة يكذب الطفل٬ حتى يتعلم الطفل أن الكذب مرفوض وله عواقبه. أما ترك العقاب حيناً وتطبيقه حيناً فلن يؤدي إلى النتيجة المرجوّة.
تأكد ألا "تُثيب" طفلك على كذبه
احرص على ألا يُكافأ الطفل على كذبه. فمثلا لو قام الطفل بالكذب للحصول على شيء ما٬ فاحرص ألا يحصل عليه كي لا يكون حصوله على ما يريد بمثابة مكافأة له على كذبه.
لا تجعل طفلك يشعر بالعار
لا تكن الرسالة التي توصلها لطفلك أنه "طفل سيء" لأنه كاذب فهذا سيشعره بالخزي وعدم القبول. اجعله يشعر أنك حزين من تصرفه "الكذب" وليس لأنه "طفل سيء"، وأنه معاقب لأنه قام "بعمل سيء" وليس "لأنه طفل سيء".
لا تنصب فخا لطفلك
إذا كنت متأكداً من قيام طفلك بتصرف خاطئ لا تذهب إليه وتسأله هل قمت بعمل "هذا الشيء" أم لا؟ إن نسبة كبيرة من الأطفال -وعند محاصرتها بمثل هذا السؤال- ستقوم بالكذب لحماية نفسها. عليك معالجة هذا الخطأ عن طريق المواجهة المباشرة٬ فعندما تكون متأكداً من قيامه بعمل ما، تحدّث معه بنبرة حاسمة وأخبره مباشرةً أن ما فعله شيء خاطئ وفسّر له السبب، ثم ضع عقاباً مناسبا لهذا الخطأ، وبذلك تكون قد جنّبته الكذب.
 امدح صدق الطفل
إن الصفة التي نكثر تأكيدها والإشارة على أنها متأصلة في الطفل هي الصفة التي يعتنقها الطفل ويصدّقها. لذا كلما زاد مديحك له على صدقة وأمانته كلما ازداد تمسّكه بها.
أنواع الكذب
إن للكذب أنواعاً مختلفة وهو يتنوع تبعاً لأسبابه، وأسبابه تهمك كثيراً لأن تحديدها سيساعدك على حل المشاكل جذرياً وليس حل ظاهرها فقط. إن أطفالنا معرّضون في هذه الحياة لظروف كثيرة ومستجدات متنوّعة تتحكّم في ردات أفعالهم، وبسبب بساطة خبرتهم في الحياة تكون أولى ردات فعلهم في كثير من الأحيان هي الكذب! علينا أن نتفهّم أطفالنا ونستوعب ما وراء سلوكهم لنستطيع تقويم سلوكهم الخاطئ المتجسّد في الكذب بأنواعه المختلفة:
الكذب التعويضي
وفيه يكذب الطفل للحصول على رضا والديه وإعجابهما به. ويكون ذلك بسبب "الحب المشروط" من قبل الوالدين٬ بمعنى أن يشعر الطفل أن والديه يحبانه لتفوقه دراسيا (مثلاً) فيلجأ إلى الكذب عند الحصول على درجة سيئة حتى يستمر حبهما له. وهو أمر نقع فيه كثيراً، فنسمع عبارات مثل إذا حققت كذا سأحبك أكثر تتردد كثيراً٬ وهذا يترجمه الطفل بأن عليه أن يفعل هذا الشيء المطلوب منه حتى ينال الحب. وعليه فإنه قد يلجأ الطفل للكذب عند عدم تحقق الشرط الذي سيجعله والديه يحبانه. إن عليك كوالد أن تقبل طفلك وتحبه كما هو. دعه يعرف مقدار حبك له لأنه هو طفلك فقط ليس لأنه متفوق دراسياً.
الكذب لجذب الانتباه
ويلجأ إليه نوعان من الأطفال:
الطفل الأناني المدلل الذي يريد أن يظل موضع اهتمام والديه طوال الوقت فيكذب لجذب اهتمامهما حتى لو أغضبهما، فالمهم عنده أن ينال الاهتمام.
والطفل الذي لا يحصل على الاهتمام الكافي من والديه لتفضيلهما أخاً آخر عليه. فيلجأ للكذب للفت الانتباه٬ حتى لو كان ذلك لفت انتباه سلبي. إنه يناضل ويستعد لفعل أي شيء ولو كان قبيحاً لجذب اهتمامك به، إن صوته الباطني يقول لك  "أنا هنا٬ أريد اهتماماً".
ولا شك أن الطفل المدلل بحاجة إلى ضوابط جديدة لئلا يظل معتاداً على عطاء متدفق قد يضره يوماً من الأيام، وأن الطفل الذي لا يحصل على الاهتمام الكافي بسبب أخ أصغر أو أكبر أو بسبب ظرف آخر، بحاجة إلى أن تعطيه من اهتمامك قبل أن يلجأ إلى الكذب كوسيلة لطلب العناية.
الكذب الانتقامي
وهذا النوع هو تطور ما بعد الكذب لجذب الانتباه٬ فإذا كَثُر الاهتمام بطفل دون آخر ومقارنته بأخيه الأفضل، يلجأ الطفل للكذب وإلقاء أخطائه على أخيه ليقع عليه العقاب. ولتجنّب هذا، عليك أن تتذكر ضرورة العدل والمساواة بين أبنائك.
الكذب الدفاعي
وهذا الكذب يشكل 70% من الكذب عند الأطفال وذلك لكي يتجنّوا العاقبة الوخيمة المحتملة عند عمل خطأ ما. إذ أن الآباء يريدان من أبنائهم أن يكونوا من أفضل الناس٬ ويضعون عقابات صارمة للغاية عند اقتراف الطفل أي خطأ ولو صغير. وهنا يقال لك أيها الوالد احترس، فأنت بهذه الطريقة قد تجعل ابنك يكذب ليتجنب العقاب. فهو يخاف من قول الحقيقة لئلا ينال عقابه من الضرب أو الحرمان أو العزل أو أي عقاب قاس.
الكذب الادعائي
وهذا النوع يظهر على الأغلب في سن المراهقة، فيدعي الطفل امتلاك ما ليس عنده أمام أصدقاؤه. وهذا الكذب يكون نتيجة الشعور بالنقص والحرمان فيبالغ بما يمتلك رغبة منه في مجاراة اصدقاؤه. وقد يكون الكذب الادعائي لاستدرار العطف كأن يدعي الطفل المرض لينال عطف والديه٬ أو يكذب لتجنب مواجهه ما يكره فيدعي المرض مثلا حتى لا يذهب إلى المدرسة.
الكذب الغرضي
وهو الكذب للحصول على شيء يعرف أنه لن يحصل عليه إلا بالكذب٬ كأن يدعي أن المدرسة طلبت نقوداً لرحلة مدرسية وهو يرغب في شراء الحلوى أو لعبة يرفض الوالدين شراءها له. وسبب هذا الكذب هو الحرمان من أشياء كثيرة يرغب فيها أو فقدان الثقة في الوالدين.
كذب التقليد
وهنا يرى الطفل والديه والناس من حوله في المجتمع والمدرسة يمارس الكذب فيبدأ بتقليدهم فيكذب بدون سبب وإنما لمجرد التقليد.
الكذب لمقاومة السلطة
ويلجأ إليه الطفل حين يعيش تحت سلطة قاسية ومتسلّطة، فأبواه يرسمان له طريقاً للدراسة والتعامل مع الحياة، وليس مسموحاً له أن يكون له أي خيارات ذاتية، لذلك فهو يطيعهما في الظاهر ويفعل ما يريد خلف ظهرهما ويملأ الفجوة بين الظاهر والباطن بأكاذيب يخترعها. فمثلا تسأله أمه عن درجة امتحان الشهر فيعطيها الشهادة وقد قام بتغيير الدرجات بقلمه حتى تقترب من الدرجات النهائية التي تريدها الأم. إن الأمر هنا يتطلب جهد الوالدين في ضبط أنفسهما وتحكماتهما بحيث لا يلغيان شخصية الطفل وخياراته الذاتية ويعطيانه فرصةً لكي يكون هو نفسه، ويتقبلان صعوباته وقدراته بشكل واقعي.
كيف نزرع قيمة الصدق في الطفل لنقيه مرض الكذب
الصدق بالقدوة
عندما يبدأ الطفل بالتمييز بين ما هو صحيح وما هو غير صحيح٬ بين ما هو صدق وما هو كذب٬ يصبح أول ما يلاحظه هو والداه. هل رآك طفلك يوماً تقول لأخيه: رد على الهاتف وقل إني غير موجود؟ أوافتح الباب وقل إني نائم؟ هل قلت لطفلك من قبل: إذا قمت بكذا سأكافئك بكذاثم اتضح له فيما بعد أنك لم تفِ بوعدك له؟ هل خرجتما معاً وهو يظن أنه سيذهب للعب ثم اكتشف أنك خدعته وأخذته إلى الطبيب؟ هل قدّمت له ملعقة دواء وقلت له إنه لذيذ، ثم تفاجأ بأن الطعم كريه! إن مثل هذه الأفعال هي من الأخطاء التي قد نقع فيها جميعاً في تعاملنا مع أطفالنا. وعندها يبدأ جهاز الاستقبال عند الطفل بملاحظة هذا الكذب -المبرر- الذي تمارسه أنت فيترجمه طفلك على أنه سلوك مقبول.
تشجيع الصدق بالمكافأة
حبّذا أن نسارع إلى مكافأة الطفل على صدقه فنشجّعه على قول الحقيقة كما نسرع إلى معاقبته عادةً. لم لا تعمل جدولاً للمكافأة على الصدق. فليكن هناك جدول جذاب أسبوعي يقوم الطفل بوضع علامات لنفسه على صدقه٬ ثم تتم مكافأته على صدقه.
القصص والمواقف
إن جميع الأطفال تعشق القصص وتهوى الحكايات، ونجد أن الطفل ينتظر قصة ما قبل النوم التي يرويها أحد الوالدين بفارغ الصبر، إنها تشبعه عاطفياً وتشكل أفكاره لا إرادياً. إنها فرصة مناسبة للغاية لغرس قيمة الصدق في نفس الطفل٬ سواء عن طريق قصة خيالية كراعي الغنم الكذاب أو عن طريق قصة حقيقية في التاريخ، وقد يكون مناسباً أن تحكي له مواقف مررت بها أنت شخصياً استفدت فيها من الصدق. ولتكن قصصاً مشوقة مثيرة لخيال الطفل، اجعله يشارك فيها ويتفاعل معها ويتوقع نهايتها. وبعد ذلك قد يتفاعل ويحكي لك هو قصة سمعها أو موقفاً مرّ به وكان الصدق سبب نجاته، أو قام بالكذب فيه لأنه لم يعرف كيف يتدبر أمره٬ لكن تذكر، إن هذه الجلسة تعتبر جلسة صراحة وتواصل فلا توقع عليه العقاب لأنه اعترف.
جو الحبّ والسلام يشعّ صدقاً
كن صديقاً لطفلك منذ اللحظة الأولى وأعطه الكثير من الحب٬ أشبع حاجته من الاهتمام والرعاية٬ ساوِ بين أطفالك في المعاملة٬ لا تُقلل من قدر طفلك٬ ولا تقارن بين أطفالك٬ امدح أفعال كل واحد منهم على حدة٬ العب معهم٬ احكِ لهم حكاياتك، واستمع لحكاياتهم. إن هذا كله يقيهم من الوقوع في دوامة الكذب. لأن الكذب قد ينشأ نتيجة الإهمال وعدم الإشباع العاطفي. لا تجعل دورك معه هو الأمر والنهي٬ وافعل ولا تفعل فقط٬ جرب مصادقة ابنك.
إنك -ومن خلال صداقتك لطفلك- تستطيع أن تتحدّث معه عن كثير من الأشياء٬ علّمه الصواب والخطأ٬ علّمه أن كل انسان يُخطئ٬ وبإمكاننا أن نسامحه٬ علّمه تصحيح الخطأ٬ علّمه أن الصدق يُنجيه دائماً. إن كل أسرة حريّ بها أن يجتمع أفرادها (الأب والأم والطفل أو الأطفال) على الأقل 10 دقائق كل يوم ليتشاركوا أحداث اليوم. إن هذا كفيل بتنمية الحب والترابط والثقة فيما بينهم٬ وهو فرصة جيدة لتوجيه الطفل نحو القيم جميعها.
المصدر : موقع اي كيف

ليست هناك تعليقات