ذكريات طفولية .... زبدة كاكاو ... لي أخت تكبرني ب 12 عاما وكانت لي بمثابة القدوة والرمز لفتاة صغيرة مثلي ... وكانت أختي قد عقد ...
ذكريات طفولية .... زبدة كاكاو ...
لي أخت تكبرني ب 12 عاما وكانت لي بمثابة القدوة والرمز لفتاة صغيرة مثلي ...
وكانت أختي قد عقد قرانها ويجهزون لزفافها ...
وكانت اذا حضر زوجها لزيارتنا فأنها تتجمل وتضع كحلا وزبدة كاكاو ....
وكان هذا اليوم الذي أتم به عامي العاشر وأنا فرحة فقد كبرت أكملت عشر سنوات ....
وأمي تعد لي احتفالا ...
وأنا انتظر أقراني من أقربائي وصديقاتي ...
وبدأت أستعد لهذا اليو العظيم فلمعت في عقلي فكرة ... فذهبت مسرعة الي غرفة أختي وأحضرت زبدة الكاكاو وعدت الي غرفتي ووقفت أمام المرآه أجمل فاهي ...
وكان باب غرفتي يطل علي ركن في البيت يجلس به أبي ليقرأ وكنت دائما أراقبه من غرفتي حتي ينتهي من قرائته ثم أعدو اليه ليحكي لي ماذا قرأ ويناقشني قيما قرأ ...
واذا بي وأنا منهمكة و أحاول ان اتجمل بزبدة الكاكاو بصوت أبي يقول لقطتي ...(( ليه كدا يا مشمش ؟؟؟ انت فاكرة كدا هتبقي حلوة ؟؟ )) وتسمر كل جزء مني وكاد ان يتوقف قلبي عن الخفقان .. فنظرت لابي عبر المرآة فوجدته يرمقني بنظرة معاتبة قاتلة ... فتسارعت دقات قلبي ...
ماذا أنا فاعلة ...
ولم أعرف كم من الوقت مضي وانا علي هذا الحال ...
واذا برعشة انتابت كل جسدي نتيجة وضع يده علي كتفي ...
وقال لي (( أنا هنزل شوية .. محتاجة حاجة اجيبها معايا )) فهززت رأسي نافيه .. ورحل ... فرميت بجسدي النحيل علي فراشي وأنا تائهة لست أدري ماذا أفعل ....
فأبي غاضب مني ..
وأخذت اعاتب نفسي وغلبني النعاس وانا علي هذا الحال ....
واذ بيده الحانية توقظني ففتحت عيني لأري أبي واقفا بجوار فراشي يحمل في يديه هدية كبيرة ملفوفة بشكل رائع وبها رباط بفيونكة جميلة فبتسمت فرحة ...
وأعطاها لي وقال ما رأيك فقولت جميلة تعجبني جداا ...
فقال لي افتحيها .. وفتحت الهدية فاذا بدمية قبيحة سوداء مخيفة ... فنظرت له غاضبة ... فتساءل ألا تعجبك فقلت لا انها قبيحة وتخيفني ... قال ولكنها اعجبتك منذ قليل وغلافها رائع جميل ...
فقلت مندهشة وماذا أفعل بالغلاف أنا سألعب بها هي وسألقي بالغلاف ..
فبتسم وقال لي (( هكذا الفتاة اذا جملت شكلها ولم تهتم بالجوهر أ صبحت مثل تلك الدمية .. قد يعجب الناس بها للحظات ثم يكرهونها للأبد ... فهتمي بالدائم لا بالزائل ...
فعقل المرأة وقلبها وروحها اذا ثقلتيهم وجملتيهم بايمانك بالله وعلمك وخلقك الحسن الكريم وصفحك عن الناس سيضيفون علي وجهك الجمال دون الحاجة الي تجميل وابتسامتك ستضفي عليك جمالا طبيعيا ... ثم انها ايضا صدقة )) ومن يومها وأنا أفعل ذلك ....
رحمة الله عليك يا أبي .....
قصة بقلم سحر الرازي
ليست هناك تعليقات