تشتهر المكسّرات، كاللوز والجوز والكاجو وجوز البرازيل والبندق والفول السوداني والفستق الحلبي، بأنها فقيرة بالأحماض الدهنية المشبعة، لكن...
تشتهر المكسّرات، كاللوز والجوز والكاجو وجوز البرازيل والبندق والفول السوداني والفستق الحلبي، بأنها فقيرة بالأحماض الدهنية المشبعة، لكنها غنية بالأحماض الدهنية غير المشبعة، ما يجعلها مفيدة في إبعاد الأمراض عن القلب والأوعية الدموية والدماغ. وأفادت بحوث بوجود علاقة طردية بين تناول المكسرات وانخفاض احتمال الوفاة.
وتشتهر المكسرات، أيضاً، باحتوائها على كمية جيدة من المواد البروتينية التي تعتبر بديلاً جيداً للحم، فتساعد في عمليات البناء وفي إصلاح الأنسجة.
وتضم المكسرات مجموعة من الفيتامينات، خصوصاً حامض الفوليك الذي يلعب دوراً بارزاً في الوقاية من التشوهات الولادية. كما تحتوي على قائمة من المعادن المهمة، في مقدمها الزنك، والحديد، والكلس، والنحاس، والبوتاسيوم، والسلينيوم.
كان الاعتقاد السائد في الماضي هو ضرورة امتناع الحامل عن تناول المكسرات لأنها تعرض الطفل لاحقاً لخطر الإصابة بالحساسية تجاهها، خصوصاً الفول السوداني، ما يجعل الطفل يعاني تداعياتها، مثل نوبات ضيق التنفس والربو القصبي.
إلا أن دراسة حديثة نشرت في مجلة طب الأطفال التابعة للجمعية الطبية الأميركية، ذكرت أن تناول المكسرات أثناء الحمل يقلل من فرص إصابة الأطفال بالحساسية، ويوفر مناعة ضد الحساسية التي قد يعاني منها الأطفال تجاه بعض أنواع الطعام.
وأجريت الدراسة على أكثر من 8000 طفل وأمهاتهم، وركزت على الحال الصحية والنظام الغذائي لأفراد هذه العينة. وجاءت خلاصتها لتفيد أن الأطفال أقل عرضة للإصابة بالحساسية تجاه المكسرات بنسبة الثلث في حال تناولتها أمهاتهم أثناء الحمل. في المقابل فإن الأطفال الذين تجنبت أمهاتهم تناول المكسرات خلال فترة الحمل كانوا أقل قدرة على مقاومة الحساسية على المكسرات مقارنة بغيرهم من الأطفال، الأمر الذي يبين أن تناول الأم للمكسرات أثناء الحمل يمنح الطفل قدرة أفضل على تقبلها بعد الولادة.
لكن آدم فوكس، الخبير في طب الأطفال في أمانة هيئة الخدمات الصحية البريطانية يعتبر أن نتائج الدراسة في غاية الأهمية، غير أنها تبقى غير حاسمة. ويقول: «هناك أيضاً دليل قوي يشير إلى أن الحساسية على المكسرات لا تظهر إلا بعد الولادة، وأن تعرض جلد الرضيع لبروتينات المكسّرات هو الأكثر أهمية في الإصابة بالحساسية».
وحبذا لو طبقت النصائح الآتية المتعلقة باستهلاك المكسرات:
1- شراء المكسرات من الحوانيت التي تتبدل فيها البضاعة باستمرار.
2- ابتياع المكسرات بكميات قليلة وحسب الحاجة لأن تخزينها يعرض الأحماض الدهنية فيها إلى التفسخ ما يفقدها من جودتها.
3- الالتزام بتناول كمية صغيرة من المكسرات يومياً لا أكثر، لأن الكميات الكبيرة تزيد الوزن وتسبب السمنة.
4- يفضل تناول المكسرات بصورتها الطازجة الطبيعة غير المحمصة ولا المملحة.
5- ينصح بنقع المكسرات في الماء ساعات من أجل تسهيل نزع القشرة والتخلص منها لإمكان احتوائها على حامض السيانيد السام.
6- إذا كان لون المكسرات غير موحد فهذا يشير إلى أنها قديمة وغير طازجة.
إذاً إن المكسرات مصدر جيد للطاقة والعناصر الغذائية الرائعة، خصوصاً الدهون المفيدة للصحة، وهي تضفي نكهة مقرمشة على أطباق السلاطة كما على الأطباق الجانبية، لكن هذا لا يعني أن نمعن في أكلها أو إضافتها إلى كل ما هب ودب من الأطباق، لأن هذا السلوك سيقود حتماً إلى التهام المزيد من السعرات الحرارية وإلى أرطال إضافية في الوزن، فاعتدلوا في استهلاكها لتحصلوا على منافعها.
المصدر: سنا للطب الأصيل.
ليست هناك تعليقات