تخطيء بعض الفتيات حين تسارع في إغلاق باب العلاقة الودية مع أم زوجها في فترة الخطبة، فغالبًا ما تكون صورة تلك العلاقة في البداية طيبة ...
تخطيء بعض الفتيات حين تسارع في إغلاق باب العلاقة الودية مع أم زوجها في فترة الخطبة، فغالبًا ما تكون صورة تلك العلاقة في البداية طيبة مبشرة خاصة إذا كان لتلك الحماة دور في اختيار زوجة ابنها، وكيف أنها ظلت تزكيها له وتعلن أنها ترتاح لها وتراها مناسبة له، وفي تلك الآونة تكون الفتاة سعيدة بذلك الدور وتبدأ خيوط الود تُنسج بينهما، وما أن تبدأ العروس في الاستعداد لتجهيز منزل الزوجية فهو منزل أحلامها، وتريد أن تكون لمساتها وذوقها يرفرف على كل ركن وجزء فيه، وترى أنه ليس لأحد حتى مجرد إبداء المشورة خاصة من جانب تلك الأم.
مع تلك البداية التي تنتهجها بعض الفتيات والتي غالبا ما يصاحبها عنف في الإبداء والتعليق تكون التربة قد أصبحت خصبة لتصاعد الخلافات والنفور بين الزوجة والحماة، فلا تستطيع خيوط المودة التي كانت موصولة الصمود وتبدو وأنها كانت من الوهن والضعف بحيث لا تلبث أن تنهار وتتمزق الواحدة تلو الأخرى وتتكدر مياه التواصل بينهما.
ونستطيع أن نحصر أهم أسباب تردي العلاقة بين الحماة والكنّة، وتغير قلبيهما من الود إلى التشاحن والرفض، إلى الأسباب الآتية:
1ـ تدخل ام الزوج بصورة مبالغ فيها في تفاصيل اختيار أثاث منزل ابنها وتتناسى أن هذا حق لامرأة غيرها.
2ـ تدخل الحماة في أمور مختلفة يجعل الفتاة تشعر بأنها على وشك أن يلتف حول حرية اختيارها لمنزلها قيد فتحاول جاهدة أن ترفضه وتقاومه بكل قوة، بل وترى أن عليها من البداية وضع حدود لحياتها لا يُسمح بالاقتراب منها.
3ـ أحيانا يكون اعتماد الزوج على والديه ماديا يجعل من تدخل والدته في اختيارات كثيرة أمرًا معتادًا، وينصاع الابن لكل صغيرة وكبيرة، وهنا تتحول مشاعر الفتاة من سعادتها بما تقبل على اقتنائه وترغب فيه إلى رفض هذا التدخل واستنكار موقف زوج المستقبل لذي تعتبره سلبيًا وضعيفًا، فإن عادت ورضخت للظروف المادية فهذا يرسب بداخلها بوادر عداء سرعان ما تنتفض فتظهر على سطح العلاقات الأسرية.
4ـ لموقف أم الفتاة تأثير كبير على علاقة ابنتها بحماتها، فكلما زادت انتقاداتها لتصرف تلك الحماة كلما تزايدت المشاعر السلبية التي تعاني منها الفتاة.
5ـ في بعض الأحيان تتخذ بعض الحموات موقفًا سلبيًا من زوجة ابنها وكأنها تبلغها رسالة بأنها تكتفي بأن ابنها تزوج، ولكنها تغلق منافذ التواصل بينها وبين زوجة ابنها، ولا تبدي الترحاب إلا بابنها فقط.. مما يؤثر على مشاعر الفتاة.
6ـ إن عبء التخفيف من التوتر في تلك العلاقة يقع بالدرجة الأولى على الزوج فعليه أن يوازن بين علاقته بكل من أمه وزوجته، فلكل منهما دور في حياته ولا تعارض بين تلك الأدوار، ولكل منهما حق لا يتناقض مع حق الأخرى ويعلم أن تعامله الحسن مع أهل زوجته ثم حرصه الدائم على الحفاظ على مكانة أمه وأهله وتقديره وبره بهم من أهم الأسباب لإشاعة الألفة والتراحم بين الأسرتين.
همسة في أذن الفتاة
- تعاملي مع أم زوجك على أنها أم ثانية قد وهبها الله لكِ.
- اقتربي منها بذكاء وتواد حتى تُشعريها أنها أيضًا قد اكتسبت ابنة تسعد بها وبوجودها.
- كوني عونا لزوجكِ في إرضاء أمه فرضاها يدخله الجنة، ويرفع من قدركِ عنده ويرضى عنكِ وفي هذا العون والرضى مرضاة الله.
- لا تستنكفي أن تتعلمي منها فلكل أم إبداعاتها وخبراتها، بل عليكِ أن تُشعريها بأن لها فضل فيما تعلمتِه، ورددي دائما: هذا ما علمتني حماتي.. فالزوجة الذكية المحبة تبحث دائما عما تكتسبه لتثري وتطور به حياتها.
- اعلمي أنه حين يَمُن الله عليكِ بالولد سيمتليء قلبكِ له بالدعاء ليوفق في اختيار زوجته ويسعد وألا ينساكِ، وليس للإحسان جزاء إلا الإحسان.
رسالة المراة
ليست هناك تعليقات