لقب " مطلقة " كسر مجاديف الثقة أ. رحمة الغامدي السؤال ♦ ملخص السؤال: سيدة تزوجتْ مِن شخصٍ ثم اكتشفتْ عدم رغبتِه الصادقة...
لقب " مطلقة " كسر مجاديف الثقة
أ. رحمة الغامدي
أ. رحمة الغامدي
السؤال
♦ ملخص السؤال:
سيدة تزوجتْ مِن شخصٍ ثم اكتشفتْ عدم رغبتِه الصادقة في الزواج؛ إذ تزوجها تأديبًا لزوجته الأولى وإرضاء لأبيه، وتسأل: كيف تتخلص من مشاعر الكبت بعد الطلاق؟
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تكمُن مشكلتي في كوني لا أستطيع التعامُل مع الناس مِن حولي، أصبحتُ لا أثق فيهم، ووصَل بي الحال إلى أني أصبحتُ رسميَّةً مع كلِّ مَنْ حولي، أتعامَل مع الناس بمنطق العقل، رغم أني أمتَلِك قلبًا كبيرًا وأبيضَ.
أنا إنسانة جادَّة إلى حدٍّ كبيرٍ، وأكره الظُّلْم والكَذِب، أكره أصحاب الوجوه المتلوِّنة، لكن المشكلة أني أجدهم دومًا أمامي، خاصة في عملي، أكره مَن يستغلني ويتقَرَّب إليَّ مِن أجْلِ المصلحة، أكره تلك الهمزات واللمزات.
انعكس هذا الأمرُ عليَّ وولَّدَ مشكلةً أخرى؛ فقد بدأتُ أكره نفسي، وأصبحتُ جادَّة إلى أبعد الحدود، رسميَّة مع كلِّ مَن أعرف، قليلة المرح، لا أكاد أثق في أحد، بل أُشَكِّك في نواياهم!
تعبتُ مِن شخصيتي، ولا أُريد أن أكونَ هكذا، أصبحْتُ عقْلًا يتحرَّك بلا قلبٍ، رغم أنَّ قلبي أبيض وواسع، لكن الكثيرَ مِن الناس يظلمني.
ربما كان طلاقي سببًا في كسر مجاديف الثقة، فقد تزوجتُ مِن شخصٍ اكتشفتُ فيما بعدُ عدم رغبتِه الصادقة في الزواج، فقد تزوَّجني مِن أجْلِ تأديب زوجتِه، وإرضاء لأبيه، وبعد الزواج اتَّضَح لي أنه يرْغَب في العودة إلى زوجتِه الأولى، فما كان مني إلَّا أن طلبتُ الطلاق، وهأنَذا آخُذ لَقَب مُطَلَّقة يرفُضها المجتمع لأكثر مِن 8 سنوات، مِن أجْل ثقةٍ لم تكن فيما محلِّها.
أُريد أن أُغَيِّرَ نفسي، أريد أنْ أفهمَ شخصيتي، أريد أن تعودَ إليَّ ضحكاتي، أُريد أنْ أكونَ إنسانةً أخرى.
فكيف أتعامَل مع أصحاب الأقنِعة؟
ولكم مني كل الشُّكر.
الجواب
الحمدُ لله الذي لم يخلُقْنا عبثًا، وبه نستعين.
أختي، وفَّقك الله لكلِّ ما يُحب ويرضى.
إنَّ الحياةَ جميلةٌ عندما نرى أنها جميلة، عندما نعيش لحظاتها السعيدة بدون أن نُعَكِّرَها بأفكارنا السوداوية، كيف لا تتعبين وتكرهين الحياة، وأنت تحملين أفكارًا تُدَمِّر الجبال لا الإنسان فقط؟
أريد منك أن تسألي نفسك عددًا مِن الأسئلة، ثم تجيبي عنها بكل صراحة ووضوح:
• هل أنت الوحيدة التي يُطْلَق عليها مُطَلَّقة في الشرق والغرب؟
• ما النِّعَم التي أنعم الله بها عليك، وحرَم منها آخرين؟
• هل بادَرَك الشكُّ في سلوك شخص على أنه سَيئ، وظهَر لك بعدها أنك ظلمتِه؟
• هل أنت الوحيدة المتضَرِّرة مِن ذوي الوُجوه المتعددة؟
• عددي إنجازاتك ونجاحاتك وأثرها على المجتمع؟
• بماذا تمتاز شخصيتك عنْ غيرِك؟
عزيزتي، يظهر مِن رسالتك عدم ثِقتك في نفسك، والتي تدَهْوَرَتْ أكثر بعد حادثة طلاقك التي مضى عليها أكثر من (8) سنوات، والعلاج هو بناء الثقة بالنفس، وذلك مِن خلال تذكُّر نجاحتك وإنجازاتك، ولو كانتْ بسيطة، والقراءة الكثيرة في كتب تقدير الذات ورفع الثقة بالنفس، كما أنَّ هناك الكثيرَ مِن الدورات التي تقام في هذا الموضوع، وأهم ما تحرصين عليه بعد القراءة وحضور مثل هذه الدورات التطبيقُ العملي للفنيات المساعدة في ذلك.
كما أن هناك أمرًا هامًّا إن ساعدْتِ نفسك على التخلُّص منه فسوف ترتاحين، وهو عدم تضخيم الأمور، بل إعطاؤها حقها بلا إفراط ولا تفريط، فكلنا نعمل ونواجه مثل هؤلاء الأفراد المنافقين، بل قد تجدينهم في محيط أسرتك، ولكن لا يعني هذا أنه قد توقفت الحياة، وانتهى الخير، بل نحتاج إلى فنيات التعامُل معهم، وتجنبهم قدْر الإمكان، وعدم إضاعة أوقاتنا وجهودنا في التفكير فيهم، وخاصة على حساب راحتنا وشواغلنا الأخرى، فالحياةُ تحلو بالموازَنة والاعتدال.
ومع ذلك كلِّه تذكَّري أننا لا نرى مِن الناس إلا الظاهر، والنوايا لا يعلم بها إلا اللهُ - عز وجل - الذي كلما زادتْ ثقتك فيه، وحَسُنَ ظنك به - عز وجل - تحسَّنَتْ أمورُ حياتك، وارتفعتْ معنوياتك - لَانَ كلُّ شيءٍ مِنَ الله جميل، وفيه خير، ولكن نظرتنا القاصرة تجعلنا نرى ما نُريده لا ما هو خير لنا.
وختامًا أوصيك بالدعاء والاستغفار، وتَكْرار قول: يا حيُّ يا قيوم، أصْلِح لي شأني كله، ولا تَكِلْني لنفسي طرفةَ عين.
الالوكة
♦ ملخص السؤال:
سيدة تزوجتْ مِن شخصٍ ثم اكتشفتْ عدم رغبتِه الصادقة في الزواج؛ إذ تزوجها تأديبًا لزوجته الأولى وإرضاء لأبيه، وتسأل: كيف تتخلص من مشاعر الكبت بعد الطلاق؟
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تكمُن مشكلتي في كوني لا أستطيع التعامُل مع الناس مِن حولي، أصبحتُ لا أثق فيهم، ووصَل بي الحال إلى أني أصبحتُ رسميَّةً مع كلِّ مَنْ حولي، أتعامَل مع الناس بمنطق العقل، رغم أني أمتَلِك قلبًا كبيرًا وأبيضَ.
أنا إنسانة جادَّة إلى حدٍّ كبيرٍ، وأكره الظُّلْم والكَذِب، أكره أصحاب الوجوه المتلوِّنة، لكن المشكلة أني أجدهم دومًا أمامي، خاصة في عملي، أكره مَن يستغلني ويتقَرَّب إليَّ مِن أجْلِ المصلحة، أكره تلك الهمزات واللمزات.
انعكس هذا الأمرُ عليَّ وولَّدَ مشكلةً أخرى؛ فقد بدأتُ أكره نفسي، وأصبحتُ جادَّة إلى أبعد الحدود، رسميَّة مع كلِّ مَن أعرف، قليلة المرح، لا أكاد أثق في أحد، بل أُشَكِّك في نواياهم!
تعبتُ مِن شخصيتي، ولا أُريد أن أكونَ هكذا، أصبحْتُ عقْلًا يتحرَّك بلا قلبٍ، رغم أنَّ قلبي أبيض وواسع، لكن الكثيرَ مِن الناس يظلمني.
ربما كان طلاقي سببًا في كسر مجاديف الثقة، فقد تزوجتُ مِن شخصٍ اكتشفتُ فيما بعدُ عدم رغبتِه الصادقة في الزواج، فقد تزوَّجني مِن أجْلِ تأديب زوجتِه، وإرضاء لأبيه، وبعد الزواج اتَّضَح لي أنه يرْغَب في العودة إلى زوجتِه الأولى، فما كان مني إلَّا أن طلبتُ الطلاق، وهأنَذا آخُذ لَقَب مُطَلَّقة يرفُضها المجتمع لأكثر مِن 8 سنوات، مِن أجْل ثقةٍ لم تكن فيما محلِّها.
أُريد أن أُغَيِّرَ نفسي، أريد أنْ أفهمَ شخصيتي، أريد أن تعودَ إليَّ ضحكاتي، أُريد أنْ أكونَ إنسانةً أخرى.
فكيف أتعامَل مع أصحاب الأقنِعة؟
ولكم مني كل الشُّكر.
الجواب
الحمدُ لله الذي لم يخلُقْنا عبثًا، وبه نستعين.
أختي، وفَّقك الله لكلِّ ما يُحب ويرضى.
إنَّ الحياةَ جميلةٌ عندما نرى أنها جميلة، عندما نعيش لحظاتها السعيدة بدون أن نُعَكِّرَها بأفكارنا السوداوية، كيف لا تتعبين وتكرهين الحياة، وأنت تحملين أفكارًا تُدَمِّر الجبال لا الإنسان فقط؟
أريد منك أن تسألي نفسك عددًا مِن الأسئلة، ثم تجيبي عنها بكل صراحة ووضوح:
• هل أنت الوحيدة التي يُطْلَق عليها مُطَلَّقة في الشرق والغرب؟
• ما النِّعَم التي أنعم الله بها عليك، وحرَم منها آخرين؟
• هل بادَرَك الشكُّ في سلوك شخص على أنه سَيئ، وظهَر لك بعدها أنك ظلمتِه؟
• هل أنت الوحيدة المتضَرِّرة مِن ذوي الوُجوه المتعددة؟
• عددي إنجازاتك ونجاحاتك وأثرها على المجتمع؟
• بماذا تمتاز شخصيتك عنْ غيرِك؟
عزيزتي، يظهر مِن رسالتك عدم ثِقتك في نفسك، والتي تدَهْوَرَتْ أكثر بعد حادثة طلاقك التي مضى عليها أكثر من (8) سنوات، والعلاج هو بناء الثقة بالنفس، وذلك مِن خلال تذكُّر نجاحتك وإنجازاتك، ولو كانتْ بسيطة، والقراءة الكثيرة في كتب تقدير الذات ورفع الثقة بالنفس، كما أنَّ هناك الكثيرَ مِن الدورات التي تقام في هذا الموضوع، وأهم ما تحرصين عليه بعد القراءة وحضور مثل هذه الدورات التطبيقُ العملي للفنيات المساعدة في ذلك.
كما أن هناك أمرًا هامًّا إن ساعدْتِ نفسك على التخلُّص منه فسوف ترتاحين، وهو عدم تضخيم الأمور، بل إعطاؤها حقها بلا إفراط ولا تفريط، فكلنا نعمل ونواجه مثل هؤلاء الأفراد المنافقين، بل قد تجدينهم في محيط أسرتك، ولكن لا يعني هذا أنه قد توقفت الحياة، وانتهى الخير، بل نحتاج إلى فنيات التعامُل معهم، وتجنبهم قدْر الإمكان، وعدم إضاعة أوقاتنا وجهودنا في التفكير فيهم، وخاصة على حساب راحتنا وشواغلنا الأخرى، فالحياةُ تحلو بالموازَنة والاعتدال.
ومع ذلك كلِّه تذكَّري أننا لا نرى مِن الناس إلا الظاهر، والنوايا لا يعلم بها إلا اللهُ - عز وجل - الذي كلما زادتْ ثقتك فيه، وحَسُنَ ظنك به - عز وجل - تحسَّنَتْ أمورُ حياتك، وارتفعتْ معنوياتك - لَانَ كلُّ شيءٍ مِنَ الله جميل، وفيه خير، ولكن نظرتنا القاصرة تجعلنا نرى ما نُريده لا ما هو خير لنا.
وختامًا أوصيك بالدعاء والاستغفار، وتَكْرار قول: يا حيُّ يا قيوم، أصْلِح لي شأني كله، ولا تَكِلْني لنفسي طرفةَ عين.
الالوكة
ليست هناك تعليقات