معركة ذات الصواري الكاتب: خالد الطبلاوي رأيْنا في الحلقةِ السَّابقةِ كيفَ دخل سند ورغد إلى بوَّابة التاريخ، وهي اختراعٌ توصَّل إلي...
معركة ذات الصواري
الكاتب: خالد الطبلاوي
الكاتب: خالد الطبلاوي
رأيْنا في الحلقةِ السَّابقةِ كيفَ دخل سند ورغد إلى بوَّابة التاريخ، وهي اختراعٌ توصَّل إليه جدُّهما العالِمُ لنطَّلِعَ من خلاله على ما حدث في الزَّمانِ الماضي عن طريق المسابقةِ العكسيَّةِ للزَّمنِ، ورأينا كيف تعرَّض سند ورغد للخطرِ عندما هاجمهما أحدُ جنود الملك قنسطانز في موقعة ذاتِ الصَّواري وهي أوَّلُ موقعـةٍحربيَّةٍ إسلاميَّةٍ، فتعالوا اليوم لنرى ماذا فعلاً؟
انطلق سند ومعه رغد بصندوق الزمن إلى شواطئ جزيرةٍ كانت تُسمَّى بذات الصواري؛ لكثرةِ الأشجارِ الموجودةِ فيها التي تصلحُ لتصنيعِ صواري السفن، فوجدا سُفنَ أميرِ البحرِ للجيشِ الإسلاميِّ وهو القائد/ عبدالله بن سعد بن أبي سرح وكان قائدًا شجاعاً حكيمًا، ووقفا ينظران إلى تصرُّفِه وقد أنزل نصفَ الجنودِ إلى الجزيرةِ لتأمين الجيش من الاعتداءِ البرِّيِّ واستبقَى معه النِّصْفَ الآخَرَ.
وفجأةً سمعا أحدَ الناس وهو يُنذر أميرَ الجيش باقتراب أُسطولِ العدوِّ في سُفنٍ يقترب عددُها من الألفِ، فوقف القائدُ يستشير الجنودَ ثلاثَ مرَّاتٍ ولم يرُدَّ عليه أحدٌ إلَّا أحدُ الجنود قائلاً:
- سِرْ على بركةِ الله أيها الأميرُ، فكم مِن فئةٍ قليلةٍ غلبتْ فئةً كثيرةً بإذن الله.
واقترب الجيشان وبدأ التَّراشُقُ بالسِّهامِ، ثمَّ بعد أن نفِدت السهامُ تبادل الجيشان القذفَ بالحجارة، ونظر سند متعجِّبًا من صنعِ المسلمين وقال لأخته رغد:
- انظري يا رغد إلى هذه التَّوابيتِ الخشبيَّةِ المفتوحة مِن أعلى، إنَّ الجنودَ يختبئون فيها ومعهم الحجارةُ في مِخْلاةٍ من القماش حيث يقذفون العدوَّ.
وبعد أن نفدت الحجارةُ ربط المسلمون سُفنهم بسُفنِ الأعداء وبدأتِ الحربُ بالسُّيوفِ والخناجر، وقُتل من الروم عدد لا حصر له واستُشهد من المسلمين عددٌ كبيرٌ.
وفجأةً صرختْ رغد:
- انظرْ يا سند، إنَّ الأعداءَ يُحاولون جرَّ سفينةِ القائد المسلم ليأسِروه.
فردَّ سند:
- لا تخافي، انظري لهذا الجنديِّ الشجاع إنه يضربُ السِّلسلةَ التي ربطوا بها سفينةَ القيادة بالسيفِ، الله أكبر، لقد قطعها.
رغد: نعم، ولقد أصاب أحدُهم قنسطانز قائدَ الجيشِ البيزنطيِّ، أدركوه يا جنودَ المسلمين إنه يهربُ متخفيًا في زِيِّ بحَّارةٍ.
سند: ما بكِ يا رغد أنسيتِ أننا نستخدمُ قوسَ الحاجزِ الزَّمنيِّ؟
رغد: نعم يا عمر، نسيتُ من شدَّة فرحتي بالنصر، الله أكبرُ ما أعظمَ أمجادَ المسلمين!
المصدر: موقع سند للأطفال
ليست هناك تعليقات