الشباب يعترفون: ثورة يناير غيرتنا تقول دعاء ...
الشباب يعترفون: ثورة يناير غيرتنا
تقول دعاء سمير (19 سنة): ثورة 25 يناير غيرت فيّ أشياء كثيرة،
ومنحتني الحرية للتعبير عما يدور في نفسي، فقد كنت قبلها أرى
حقوقي تضيع، وأرى الخطأ ولا أستطيع أن أتكلم أو أنكره، وكذلك
سيفكر من يتولى أي منصب من المناصب في رأي الشعب،
وسيسعى لإرضائه. أما الآن فلن أسكت على خطأ بعد اليوم،
وسأشارك في الأعمال التطوعية بما يحقق مصلحة بلدي
ومجتمعي.
لا للفوضى
أما أحمد إبراهيم (20 سنة)، فيقول: لقد تحولت بفضل ثورة 25
من الفوضى إلى النظام؛ فقد كنت مشاركًا في التحرير، وساهمت
في أعمال النظافة ودهان الأرصفة، ومن وقتها قررت ألا أرمي ورقة
في الشارع، بالإضافة إلى ذلك نظمت الثورة تفكيري، فلم أعد
أضيع وقتي فيما لا يفيد، والمهم بعد الثورة هو تغيير سلوكيات
الناس، فالتغيير الذي حصل ليس كافيًا؛ فالمهم أن يعرف الناس
الصواب ويفعلوه، ويدركوا الخطأ فيكفوا عنه.
دينا. أ (18 سنة): فكر الشباب هو الذي يجب أن يتغير، فيتوقفوا
عن التخريب والبلطجة، والتسبب في الفوضى؛ لأنها من مظاهر
الثورة المضادة، وقد أصبحت أكثر شجاعة بعد ثورة يناير..
أشعر بالانتماء
مصطفى ربيع (ماجستير دراسات عربية – جامعة الأزهر): أولاً: لا
يد من تغيير أنفسنا، والبداية تكون من البيت، باعتباره النواة
الأولى
للمجتمع، وبعد ذلك يأتي تغيير المجتمع نفسه، وقد كنت من قبل
لا أشعر أن مصر بلدي، ومن ثم لم يكن لديّ شعور بالانتماء لها،
وأبسط دليل أني كنت لا أهتم أين أضع الزبالة، وقد تطور الشعور
بالانتماء لديّ إلى المشاركة في أي عمل جماعي يخدم مصر،
فمصر وطني.
نعم للإيجابية
عادل عبد الباسط (هندسة المنيا): لقد عاد إليّ الشعور بأني
مصري، فقبل 25 يناير لم أكن أشعر بهذا الشعور في أي مكان،
سواءً داخل بلدي مصر أو حتى في داخل بيتي، فأنا أقيم في
إسكان مبارك للشباب، وكنت أشعر أن حفيد مبارك بعد أربعين
سنة
سيطردني من شقتي، فلم أكن أشعر بالأمان.
لن أنخدع
أحمد محمد (20 سنة): إن استصغار الأفكار البسيطة والاقتناع
جدواها كان أمرًا أساسيًا عندي، فلم يكن أحدنا يظن أن
انطلقت يوم 25 يناير ستصل إلى إسقاط نظام دام ثلاثين عامًا،
أما
بعد الثورة فقد آمنت أن أي فكرة ولو كانت بسيطة ربما تأتي
اعظم النتائج التي لم يكن أحد يتخيلها، واكتشفت أنني كنت
مخدوعًا بالإعلام الرسمي؛ فقد كنت من المتعاطفين مع خطاب
الرئيس، وكنت أرى أنه يجب الرجوع من الميدان؛ حتى لا تتعطل
مصالح الناس أكثر من ذلك، واكتشفت بعدها أني لا بد أن أحصل
على المعلومة من مصادر مختلفة، وألا أتخذ أي قرار إلا بقناعة
شخصية، وليس لأن أحدًا يريد إقناعي بوجهة نظر معينة، وقد
جعلتني الثورة أضمن أن لي مستقبلاً أفضل، ومن ثم لا بد من
تأصيل نفسي جيدًا حتى أكون مهندسًا كفؤًا لائقًا ببلدي وبحاجتها
إليّ.
مصر أجمل
سميرة سعيد (آداب بنها): أصبح لدينا أمل في غد أفضل؛ فقبل
الثورة لم يكن لدينا أمل في أي شيء، فكنا نذاكر ونحن لا نعلم
هل سنعمل بعد التخرج أم لا، وهل سيكون لنا مستقبل، ولكن
الآن
نحن نجتهد ونوقن أنه سيكون لنا مكان وقيمة في هذا البلد. وبقدر
اجتهادنا سنجني الثمرة ونحقق المكانة التي نحلم بها.
وتعقيبًا على هذه الآراء، يوجه د. محمد أبو فرحة - خبير التنمية
البشرية - نصيحته للشباب قائلاً: إن المرحلة المقبلة تحتاج منا
إلى
جهد ومثابرة لتحقيق ما نريد، فكما أن الثورة لن تؤتي أكلها
سريعًا،
فكذلك أي تغيير لن تكون نتائجه سريعة، ومن ثم فعلى كل شاب
ضرورة التوكل على الله والثقة في إمكانياته، وأن يكون لديه سعة
أفق وتركيز، وخطة واضحة ومحددة لنفسه، وأن تكون هذه الخطة
واقعية، وأهدافها محددة بوضوح، وبهذا يتحقق النجاح لكل شاب،
واذا ما تم هذا تحقق التقدم لمجتمعنا بشكل عام، ويدعو د.
محمد أبو فرحة
إلى تفعيل وتطبيق الحديث الشريف: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم
عملاً أن يتقنه"، وأن يكون لدينا الفني الماهر، والطالب الماهر،
والأستاذ الماهر، فمن يعمل يعمل بإتقان ومن يذاكر يذاكر بإتقان؛
حتى نستطيع بعد ذلك تحمل مسؤولية أعمالنا ونتائجها.
ففي النهاية "ليس للإنسان إلا ما سعى"، وبقدر سعينا لتصحيح
أوضاعنا الشخصية وتصحيح مسار وطننا تكون النتيجة المرجوة بإذن
الله.
|
المصدر. مجله الزهور.