أتمنى لو أستطيع أن أكتب عن هذه الحقيبة بسعادة و إنشراح و لكن كل ما نظرت أليها صررت على أسناني و سمعت صوت رغاء و زمجرة في أذني.
كنت قد بدأت العمل على الباترون قبل عدة أشهر. ثم توقفت لسببين: الأول هو البريم. الثاني هو السحاب.
لا أحب عمل البريم. فرغم أن صنعه سهل إلا أن خياطته تتطلب الكثير من الحلم و التمهل لتكون النتيجة سارة للعين. و لذا تركت العمل على هذا البترون شهور و إنشغلت بأمور أخرى. و لكن و أنا الآن في زحمة الإنتقال لمدينتي الجديدة ( الجبيل )، تنبهت أني سأكون مشغولة جداً بأمور كثيرة لفترة من الزمن، فقررت أن أخفف على نفسي مقدماً و أنتهي من بعض ما بدأت و لم أتمه من المشاريع.
البركة في البكور و المزاج الرائق يبدأ مع شروق الشمس. بدأت قص القماش و لفه على القيطان و يالراحتي حين إنتهيت منه دون مشاكل. الباترون طلب ٤ أمتار تقريباً لكن إكتشفت فيما بعد من موقع المصممة أن نسخة الباترون عندي قديمة و بها أخطاء، و لن أحتاج إلا ٣ أمتار أو أقل.
بعد الظهر عدت لأعمل على الحقيبة و لأواجه الجزء المرعب: السحاب. تركيب السحاب لم يكن هيناً. أدميت أصابعي و أنا أحاول أن أحتال عليه و ألوي القماش هنا و هناك و أتعارك معه ليمر تحت الإبرة بسلام. و لكن لم يكن هناك سلام..
راحت ٤ إبر ضحية لهذا السحاب القاسي. ٤ إبر جديدة صممت خصيصاً للخياطة الثقيلة و الأقمشة الغليظة و الطبقات السميكة. كانت مجزرة!
و أنا أغير الإبرة الرابعة بقلب مكسور، سقطت الإبرة الخامسة داخل الماكينة و بقيت أبحث عنها و أخيراً لم أجد إلا أن أقلب الماكينة و أهزها لعل الإبرة تسقط و لا تروح ضحية أخرى. كان منظري مأساوياً.
في الليل قصصت الخيط الأخير بتنهيدة طويلة. لا أعتقد أني سأجرب أبداً أبداً أن أخيط باترون بسحاب غليظ كهذا. أبداً.
و الآن بعد أن فضفضت لكم و "فشيت" قلبي بعض الشيء، سأترككم. لا تنسوا ساعة الإستجابة و سورة الكهف.
المصدر: مدونة ربة منزل
ليست هناك تعليقات