Page Nav

HIDE

Grid

GRID_STYLE

آخر موضوعاتنا

latest

اعلان

أحذر فدعوة الوالد لا ترد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته  شيخ طاعن في السن يعاني الأمراض , وأبناؤه لا يزورونه كثيرا , وهو يعذرهم , ويعلل نفسه ويصبرها بان ظروف...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 


شيخ طاعن في السن يعاني الأمراض , وأبناؤه لا يزورونه كثيرا , وهو يعذرهم , ويعلل نفسه ويصبرها بان ظروف الحياة شديدة عليهم لا تدع لأحدهم وقتا لكي يتنفس , ورغم ذلك يلهج لسانه كل حين بالدعاء لهم بالتيسير , ويرضى بما قسمه الله له , فيعز على مفسد منهم أن يراه مطمئنا ساكن النفس ولو على الجمر , فيأتيه يحمل بين يديه قنبلة ليلقيها بين يديه ويمضي , يسأله ألا يزورك أبناؤك , أهكذا جزاء إحسانك إليهم , أيتركونك بما أنت عليه من الضعف والوحدة وقد ربيتهم صغارا وحملتهم وأعطيتهم ومنحتهم وجعلت منهم رجالا ونساء , عمروا البيوت وخربوا بيتك , سعدوا في حياتك بعصارة جهدك ووقتك ومالك ولم يمنحوك شيئا .

والشيخ لا يستطيع حيلة في الرد فكافة ردوده التي أعدها للرد على هذه التساؤلات قد انهارت كلها في لحظة واحدة أمام هذه الزائر بطعناته وسهام كلماته , ويسلم الضيف الذي ارتدى ثوب الناصح ليمضي إلى حال سبيله ويترك الشيخ لتغلي النيران في صدره , تحرمه تلك الكلمات النوم , تقض مضجعه فلا يستريح , وما يلبث إلا أن يتغير قلبه على أبنائه , فربما يدعو عليهم أو على احدهم حتى يهلكه , فدعوة الوالد لا ترد , لقد جفف الزائر بقنابل كلماته كل منابع الصبر عند مزوره , وضيق عليه كل المسالك , فما وجد للراحة طعما ولا للصبر مسلكا إلى نفسه .
من مقال 


ليست هناك تعليقات